خراب قحت في السودان ..هل من فرصة لإصلاح؟

قال:
لقد أتسع الفتق على الراتق… فهل ثمة فرصة لأصلاح ما خربته قحت
قلت:
نعم أنا متفاءل…. فالمجتمعات مثل الاجسام و الأجساد قد لا تستطيع أن تمنع الجراثيم و الفيروسات من غزوها وتسبيب المرض والرهق لها ولكن لها جهاز مناعة يقاوم تلك الامراض حتى يردها إلى أضيق السبيل أو ينهكها أو يهلكها قبل أن تهلكها. و الأجساد ترمم ما أصابها من جروح وفتوق فيتلئم ما انفتق منها ويعود كما كان. و مجتمعنا قوي وهو ليس مصابا بعوز المناعة(الأيدز) وهو قادر على رد كل خراب قحت وفسادها
قال:
كيف ذلك؟
قلت دعنا نبدأ بما بدأ به نظام الدين في ترتيب المصالح فنحن قادرون على إصلاح المناهج التعليمية التى خربها الجمهوريون و الشيوعيون وقادر ن على أعادة فتح الخلاوى والمدارس القرآنية التي أغلقوها وقادرون على إستعادة جمعية القرآن الكريم و منظمة الدعوة وهيئة الدعوة الإسلامية وتنشيط طباعة المصحف من جديد وإعادة الآذان والقرآن لتلفزيون لقمان وقادرون على إعادة الوجوه المحتشمة إلى شاشته. ونحن قادرون على قفل باب الربا الذي فتحته قحت تحت أسم نظام الفائدة. ونحن قادرون على ذلك ولن يستغرق وقتا طويلا وبعض ذلك قد بدأ بالفعل
قال:
أنا لا أقصد الدين فحسب.
قلت:
ولا أنا أقصد بالدين إبعاد شؤون معاش الدنيا وقد أخبرتك أني أبدأ بالترتيب. فبعد حفظ الدين يأتي حفظ النفس ونحن قادرون على إصلاح معاش الناس حتى لا يهلكهم الجوع ولا المرض وقادرون على إستعادة كفاءة المؤسسات الصحية. وإعادة التأمين الصحي منبسطا وفاعلا. وإعادة الإمدادات الطبية كما كانت و الدواء وافرا ومجانيا كما كان لأمراض الكلى والسرطان والاطفال دون الخامسة والطؤارى.
قال :
ذلك ليس سهلا.
قلت:
ومن قال أنه سهل لكن كل عسير هو يسير أمام همة عالية وعزيمة ماضية وعمل دائب وإخلاص صادق.. ونحن السودانيون يا صديقي قادرون أيضا على حفظ عقول الشيب والشباب بالتعليم فسنعيده إلى سيرته الأولى وأكثر منها وأفضل ونستدرك ما فات بمحو الأمية وكما أوصلناها من قبل إلى مادون الثلاثين سنهبط بها بإذن الله إلى مادون العشرين بعدما أن أوقفت قحت قطار التعليم وحولت الاطفال إلى قطاع طرق يسدون سبيل أبائهم لمظان كسبهم.
قال:
لكن المعضلة الكبرى هي الإقتصاد.
قلت:
الإقتصاد ليس بمعضلة وحل الإقتصاد هو أعادة نظام العمل وأسترجاع الكفاءت وتكليفها بالقيادة وتعظيم العمل لتعظيم الانتاج وعمل رجييم للحكومة لإزالة شحومها وأورامها وعمل رجييم للشعب ليسمن وليقوى على العمل والإنتاج وأتباع سياسة صادقة لا تخادع الناس بطباعة الورق الملون ولا ترهقهم بأعباء الرسوم والضرائب لتنفق على حكومة لا تدلل إلا نفسها ومحاسيبها. و بإعلان حرب لا هوادة فيها على الإحتكار والسمسرة والتكسب بغير عمل سوى الشراء والبيع الشكلي. وكذلك بتشديد الحملة على الفساد فساد الحكومة وفساد القطاعات غير الحكومية التي تنشر الرشاوى وتأكل أموال الناس بالباطل بالتجارة في العملات وتهريب الذهب والسلع والشراء من الوسطاء ومن غير منشأ السلع وبالتسعير العشوائي الذي يعتبر مال المشترين غنيمة باردة.
قال:
وماذا أيضا ؟
قلت:
قبل حفظ المال الذي إستعجلتني لذكره يأتي حفظ العرض ولكم ضيعت قحت من أعراض وفتنت شبابا كان عفيفا مستورا بدعوتها النسوية الراديكالية الفاجرة تحت عنوان لا لقهر النساء. وبترخيصها للزنا بوقف القوانين التي تسد الطريق إليه. وبتجرئتها الفساق على أفعال( سدومية) وتلطيف أسم فعل (قوم لوط) بمصطلح المثلية وتشجيعها لما تسميه مثلية بدعوى ثقافة النوع.
كل ذلك يمكننا أن نفعله. فالمناعة للفساد في جسد المجتمع مناعة قوية وفاعلة ولكن الذي سنتعب في مقاومته هي ثقافة الغيبوبة التي نشرتها قحت ووظفتها توظيفا سياسيا لتملأ سعنها الفارغ وحتى أمتلأت المصحات بالمدمنين بأنواع المخدرات كافة من البنقو و الخرشة حتى الآيس.. فليس هنالك شيء يتعسر ويستعصي على العلاج مثل الإدمان على تخدير العقول بالمواد الفاسدة والأفكار الفاسدة… فذلك هو ما قد يتطلب وقتا وصبرا.
د. أمين حسن عمر

Exit mobile version