المضيفة الشهيدة ناهد الصديق بابكر.. حضور رغم الغياب

يعد الحزن أقسى أنواع المشاعر على النفس، خاصة عند فقدان عزيز له مكانة في القلب،واجترار ذكرى من رحلوا عن دنيانا شيمة الأوفياء وديدن المخلصين الدين يفعلون ذلك برغم مايعتريهم من ألم.

دعونا نقرأ ماذا كتب المضيف الجوي السابق بشركة المجال ” السموأل” عباس عبدالرحمن محمد” عن زميلته الشهيدة ” ناهد الصديق بابكر” التي ارتقت روحها الطاهرة في حادثة تلودي قبل عقد من الزمان.. ونقرأ كلمات السمؤال العميقة والحزينة:_
حفر الحزن عميقاً في دواخلنا واستقر حتي أننا مع كثرة فقدنا للاحبه وتتالي رحيل الأعزاء علي القلب والوجدان مع كثرة هذا الرحيل والسفر صرنا مع الحزن المقيم والمتجدد علي موعد لنستيقن ونزداد إيمانا بترتيب الله لأمور الحياة كافه و تسليمنا في نهاية الأمر لوحدانية الله وحكمته جل جلاله في تصريف الأقدار وتحديد المصائر والاجال.
إن للحزن طاقه وللحزن روحا ومواسم وفصول ومن فصول الحزن التي تأتينا بلا سابق موعد ولا ترتيب هي التي تأخذ منا الأعزاء فجأه يرحلون بلا وداع ويمضون إلي الأبد بلا اوبة وعودة .. ياااا الله يااا الله ياااا الله.

قبل عقد من الزمان مضت ناهد الصديق إلي ربها شهيدة كما تمنت ورحل عن هذه الدنيا الفانية كأنها لم تعش فيها إلا لتعطي الناس وتسمع الجميع في حركاتها وسكناتها وتجري علي لسانها مرافعتها عن السماحة ونفح الروح الذكية وصفاء السريرة والوجدان وخلو القلب من الضغائن وكل ما يوسوس به الشيطان، إمرأة والله لم يأخذ عليها حتي مخالفيها القلة في حياتها جريرة تنقص من قدرها أو تطعن في خلاص نيتها لله ونقاء نفسها العزيزه وزهدها العجيب.

كانت ناهد الصديق برغم سمحاتها وطيبة قلبها متنفحه صلبة صعبة المراث في دفاعها عن الشريعة ورد جارحة المفترين عليها، لها جنان ثابت لا يخشي شيئاً ومنطق قوي تقدمه للناس بلا طلاء أو تزيين يصدع بالحق ولا يلتفت، ذات عزيمة وزهد لا يمكن وصفه وعفة في اليد واللسان ولا يعرف قلبها أي مطمع ومغنم، لسانها لم ينطق إلا صدقاً وقلبها الذاكر بالإيمان دوما وزهده في الدنيا، جميعها جعلت كل سمع عنها يؤكد إن تلك إلا من صفات الأخيار ومثلهم موعود بلقاء ربه.

الذين عايشوا فترة الشهيده كانوا علي ثقة من أنها تاركه لهذه الدنيا وما فيها وهي بمثابة الشهيد الذي يمشي حيا بين الناس وستظل كذلك حين يختاره الله، وليس ثمة ما يشغلهاً غير الاحتفال بالعيد وسط أهل الشهداء في تلودي نتيجة الحرب في أول أيام عيد الفطر المبارك حتي تنثر الفرح وسط أهلهم ، فتحت أبواب الجنة علي مصرعيها لتستقبل من اختاره الله إلي جواره شهداء إثر تحطم طائرتهم قبل هبوطها وهي تؤدي في وظيفتها مضيفه ومرشده لقواعد السلامه الجويه والعالم الإسلامي يشهد الفرح الأكبر بحلول أول أيام العيد في يوم الأحد الموافق 19-08-2012 .

الشهيده ناهد الصديق بابكر التي عرفتها الدنيا زاهده فيها متلهفه بلقاء ربها ساعيه لبلوغ الجنه عبر أي باب يدخل منه الشهداء وكان لها ما أرادت بعد اصطفاها الله ضمن الكوكبة النييرة من شهداء طائرة تلودي التي افقدت هذا الوطن عددا كبيراً من أبناءه الخلص وبقدر ماكانت الصدمة قويه وفاجعه فوق إحتمال البشر إلا ان الحمد لله والشكر لله كان سيد الموقف، ستظل الشهيده بيننا كما الغمام الماطر والنسمة الرقيقة والذكري المحفوره في الدواخل.

درست الشهيدة المضيفة ناهد الصديق بابكر الضياقة الجوية في كلية علوم الطيران ثم التحقت بعد ذلك بشركة كويك إير وشركة ابابيل للطيران (الفا حالياً ) مضيفة (standby)، ثم التحقت بالمجال للنقل الجوي للعمل كمضيفة شبه ثابته، وارادت الأقدار بأن تكون في رحلة طائرة تلودي المنكوبة وذلك لسد النقص لدى شركة ابابيل للطيران لتكون تلك الرحلة هي الأخيرة لها في الحياة فكان أن اصطفاها الله شهيدة سعيدة إن شاءالله في يوم عيد الفطر المبارك 19.8.2012
تقبلها الله قبولا حسنا وجعل الجنة مثواها

الخرطوم:طيران بلدنا

Exit mobile version