في عام 1999م، حدث زلزال في تركيا في مدينة ازمير بلغت شدته 7.6 درجة أدى إلى وفاة 17 ألف شخص وإصابة عشرات الآلاف من الناس وفقدان عشرات الآلاف، وترك مليون ونصف مليون شخص بدون مأوى، وقُدِّرت الخسائر المادية بمليارات الدولارات، ودام هذا الزلزال لـ37 ثانية، وساعة وقوع هذا الزلزال المُدمِّر، كان هنالك احتفال بقاعدة عسكرية بحرية في مدينة ازمير وهو احتفال لتخريج دفعة ضباط من البحرية التركية، وحضر هذا الاحتفال ضباط من اسرائيل وجنرالات من أمريكا وآخرون من تركيا، وأُحضر لهذا الاحتفال راقصات من تل أبيب.
بدأ الاحتفال من الساعة التاسعة حتى الساعات الأولى من الصباح، واشتمل الاحتفال على إلقاء كلمات وتوزيع جوائز، وعند الساعة الثانية عشرة بدأت الاحتفالات الراقصة والمجانية واحتساء الخمور، وهُم في ذروة الحفل طلب الجنرال التركي قائد البحرية من أحد ضباطه وهو برتبة نقيب إحضار المصحف (القرآن)، ثم طلب من النقيب تفسير بعض الآيات، ولكنه اعتذر لعدم معرفته بذلك، وعندها أخذ هذا الجنرال القرآن ومزقه ووضعه تحت أرجل الراقصات الإسرائيليات، ثم قال متكبراً ومتجبراً أين الذي أنزل هذا القرآن والذي قال فيه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، ثم قال أين هو ليحفظه، وهنا اضطرب النقيب الذي بقلبه بعض الإيمان من شدة الهلع والخوف، بل اهتز قلبه فانسحب وركض بسرعة هارباً من الحفل.
وكان هذا الأمر والاحتفال في ذروته وكان ذلك في حوالي الثالثة صباحاً، وفِي الساعة الثالثة ودقيقة صباحاً بتوقيت إسطنبول إذا بضوء شديد لونه زهري يغطي المنطقة كلها، ثم انشق البحر وتصاعدت نيران مُلتهبة ورافقها انفجارٌ شديد قوي.
ثم بأمر الله (حافظ القرآن ومنزله) كانت تلك القاعدة بكل منشآتها وآلياتها ومبانيها وجنودها وضباطها، بل بكل ضيوفها ومكاتبها وراقصاتها ومجونها وفجورها أصبحت في قاع البحر (في 37 ثانية فقط) دمّرهم الله تدميراً شديداً. وفِي اليوم التالي أنزلوا مركبة أبحاث وصوّرت هذه القطعة من الجزيرة مكان الحادثة في قاع البحر.
قال شاهد عيان على القناة السادسة التركية، إن مكتب الضابط واللوحة النحاسية لاسمه ما زالت عالقة ومركبة ومازالت أمام مكتبه في قاع البحر، وهذه المنطقة قطعت وأصبحت في قاع البحر، ولَم يستطيعوا نشل جثة أي واحد ممن كانوا في هذا الحفل، ولَم ينجُ من هذا الحفل إلا النقيب الذي هرب قبل وقوع الزلزال، وكان هذا الزلزال عظة وعبرة، وصارت مساجد تركيا تمتلئ في كل الصلوات الخمس.
وقال تعالى في مثل هذه الحالات (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).
أيها المؤمنون إن للدين رباً يحميه وهذا القرآن محفوظ إلى قيام الساعة، وكل المحاولات التي يقوم بها الملاحدة والعلمانيون في المشرق والمغرب لن تقضي على بيضه الدين.
أيها السودانيون لا يغرنكم العلمنة والملحدة وتنمُّر هؤلاء اليسار، إن أمر هذا الدين بالغ أمره، والخوف ليس عليه، ولكن خافوا على إسلامكم، والإسلام في السودان ليست مسؤولة عنه الحركة الإسلامية ولا الاتّجاه الإسلامي ولا الإسلام السِّياسي، ولكن مسؤولية المسلم الفرد والحاكم، وفِي النهاية إن لهذا الدين رباً يحميه.
كما قال عبد المطلب لأبرهة ابلي وللبيت رب يحميها.
وأرسل الله على الغزاة الأحباش طيرا أبابيل وحمى الله بيته.
أيها الناس اتّعظوا واعتبروا.
صحيفة الصيحة