تزايدت خلال الأسابيع الماضية عمليات النهب والسلب والاختطاف داخل العاصمة السودانية الخرطوم، مما أثار تساؤلات كبيرة عن أسباب وتداعيات انتشار الظاهرة.
وتنتشر في وسائط التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر اعتداءات على شباب من الجنسين في وضح النهار ونهب هواتفهم النقالة وما يملكون من نقود، كما سجلت محاضر الشرطة أكثر من عملية اختطاف طالت قاصرات.
وفي الكثير من الأحيان ترتدي المجموعات المعتدية ملابس قوات نظامية؛ في حين تنفي عدد من الأجهزة الأمنية علاقتها بتلك المجموعات وتتهمها بانتحال شخصيتها.
ويرى خبراء أمنيون وفق موقع سكاي نيوز عربية أن الوجود الكثيف لقوات تتبع لعدد من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام السوداني في أكتوبر 2020 يزيد من تعقيدات الأوضاع الأمنية.
وفي هذا السياق يقول الطيب عبدالجليل وهو أحد قادة الشرطة السابقين إن ما يحدث من انفلات أمني في العاصمة حاليا هو أمر يستوجب ضرورة الإسراع في مراجعة أوضاع الأجهزة الأمنية والعمل على إخراج قوات الحركات المسلحة من المدن إلى حين دمجها في الأجهزة الأمنية أو تسريحها وفقا الأسس القانونية والمهنية المتعارف عليها.
وأوضح عبدالجليل لموقع سكاي نيوز عربية إن الوضع الحالي هو نتاج لغياب الرقابة ووجود خلل كامل في منظومة الدولة.
وفي الجانب الآخر، تشكل عصابات النهب المنظم التي تعرف “بالنيقرز” قلقا كبيرا للمواطنين، وذلك بسبب عمليات النهب المتكررة التي تقوم بها على مدار اليوم.
وتتميز هذه المجموعات التي تظهر فجأة لافتراس غنيمتها من أموال وهواتف وغيرها بتنظيم عالي وخطورة شديدة لحملها أسلحة بيضاء ونارية.
وتضج وسائط التواصل الاجتماعي ومجالس السودانيين بقصص مرعبة عن جرائم تلك العصابات التي تنتشر نهارا وليلا في الشوارع الرئيسية وتنقض على ضحاياها بالقوة، وتسلب هواتفهم وأموالهم بسرعة فائقة.
ويعزي البعض تزايد الظاهرة خلال الفترة الأخيرة إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه السودان حاليا.
ويرى عبدالجليل أنه وبسبب الظروف المعيشية وتدني مستويات الأجور، أصبح العمل في الشرطة غير جاذب مما أفقدها الكثير من كوادرها البشرية المؤهلة وفتح الباب أمام المزيد من الانفلاتات والتجاوزات وحد من قدراتها المهنية.
الخرطوم ( كوش نيوز)