ذات مرة كنت أجالس علي بن عبد الفتاح كرم الله وجهه ووجه من سُمي عليه

ذات مرة كنت أجالس علي بن عبد الفتاح كرم الله وجهه ووجه من سُمي عليه، فجاءت فتاة القت علينا التحية ثم قالت لعلي ( لقد رسبت في الامتحان وحصلت على (F) بسبب انشغالي بالدعوة إلى الله فأسأل الله أن يتقبل رسوبي).
فقلت لها – بحكم العادة – ربنا يتقبل منك..
الا أن النابه علي قال لها: يا أختي الكريمة ( إن الله طيب لا يقبل الا طيبا) .. إن كنت تريدين قبول الله لعملك فأحسنيه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله يحب إذا عمل أحدكم أن يتقنه) لقد كان بإمكانك أن تتقني دراستك والعمل الدعوي وبرك بوالديك وصلاتك وسائر اعمالك .. هذا هو المؤمن الذي يريده الله أن يكون .. ولو اعطيتك بيدي اليمنى نجاحا وباليسرى رسوبا فماذا ستختارين؟
فأجابت النجاح بكل تأكيد، فقال لها فكيف تريدين من الله ان يتقبل ما لم تقبليه لنفسك؟!
في المرة القادمة أريدك أن تهدي إلى الله نجاحك بـ (A) وتبشرينا بها..!
ثم أردف قأئلاً أمنا عائشة رضي الله عنها كانت تطيب دراهم ودنانير الصدقة بالمسك، وعندما سئلت عن ذلك، قالت: لأنه يقع في يد الله سبحانه وتعالى قبل أن يقع في يد الفقير والمسكين والمحتاج، فيا أختي طيبي ما تريدين أن يتقبله الله بعطر النجاح والتميز والتفوق..!
تسمرت في مكاني صامتاً للحظات وتعجبت من هذا الفهم الراقي للراسخين في العلم والذي فات على رجل من غمار الناس مثلي..!
اللهم افتح علينا بما فتحت به على ابن عبدالفتاح، وهبنا حسن التبصر وفتوح العارفين والصالحين، وأعنا على العمل الطيب وتقبله منا واغفر لنا تقصيرنا الذي ننسبه الينا لا إلى جنابك العظيم( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه).
#ذكرى_استشهاد_علي_عبدالفتاح
#بريق_العابرين

لؤي المستشار

Exit mobile version