تشهد أسواق روسيا غياباً للسلع الكماليّة الفاخرة المستوردة من الأسواق الأميركيّة والأوروبيّة نتيجة العقوبات المفروضة على الدولة الروسيّة بعد غزوها لأوكرانيا. فما هي الخطوات التي اعتُمدت في هذا المجال، بالتزامن مع إقفال معظم العلامات التجاريّة العالميّة لمتاجرها ونقاط بيعها على الأراضي الروسيّة؟
أعلنت وزارة التجارة الأميركيّة حظراً على صادرات السلع المترفة والكماليّة إلى روسيا وبلاروسيا رداً على غزو أوكرانيا. وقالت وزيرة التجارة الأميركيّة جينا رايموندو في هذا المجال: “لن نسمح لبوتين وأصدقائه بالاستمرار في التمتع بالرخاء، في الوقت الذي يتسببون فيه بمعاناة هائلة في مختلف أنحاء أوروبا الشرقيّة”. وهي شدّدت على أن الذين يدعمون العدوان الروسي لايحق لهم التمتع بنمط حياة مترف فيما القنابل تتساقط على رؤوس الأبرياء في أوكرانيا. يأتي هذا القرار بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة جو بايدن عن استبعاد روسيا من نظام المعاملة بالمثل المعمول به في مجال التجارة العالميّة.
هذه القيود تطال أيضاً طبقة الأوليغارشيّة الروسيّة والبلاروسيّة التي تعيش خارج البلاد ولكنها تدعم الرئيس بوتين. فقد أوضحت وزارة التجارة أن هؤلاء الأشخاص مُدرجون على القائمة السوداء للخزانة الأميركيّة. وقد اعتُمد هذا التدبير بهدف تذكير بوتين وأصدقائه في روسيا وبيلاروسيا أن العالم يُدين بقوّة الفظائع التي يرتكبونها. وكانت واشنطن أعلنت استهداف شخصيّات روسيّة وبلاروسيّة بالعقوبات لمنعها من دعم العدوان الروسي على أوكرانيا. ومن بين السلع الأميركيّة التي تشملها العقوبات نذكر الأزياء، المجوهرات، السجائر، التحف، والسيارات
– أوروبا تتضامن مع القرار الأميركي:
القرار الأميركي لاقاه تضامن أوروبي في هذا المجال، إذ اتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً بحظر تصدير السيارات الفاخرة، والمجوهرات، وسواها من السلع والمنتجات التي كانت تستهلكها النخب الداعمة للرئيس فلاديمير بوتين. وذلك بهدف معاقبة السلطة الروسيّة الحاكمة على العدوان الذي تشنّه تجاه أوكرانيا وحرمانها من أسلوب الحياة الفاخر الذي تعيشه.
وقد تمّ نشر قائمة بالسلع الكماليّة التي وافقت دول الاتحاد الأوروبي على حظرها في الجريدة الرسميّة. تتألف هذه القائمة من 14 صفحة وتُغطّي منتجات تتوزّع على قطاعات الترفيه، والترف، والتكنولوجيا. وقد تمّت إضافة 15 فردا من الأوليغارشيّة الروسيّة إلى لائحة العقوبات الأخيرة من بينهم الملياردير رومان أبراموفيتش مالك نادي تشيلسي الإنكليزي لكرة القدم، الذي يخضع أيضاً لعقوبات من جانب المملكة المتحدة.
وقد حظر الاتحاد الأوروبي شراء السلع الأساسيّة في قطاع الحديد والصلب من روسيا وتصدير السلع الكماليّة إليها. وهي تشمل الأزياء، والأحذية، والمنتجات الجلديّة، والعطور، والقبعات، واللآلئ، والماس، والإلكترونيّات، والهواتف الذكيّة، والساعات، والآلات الموسيقيّة، والسيارات، والدراجات الناريّة، والأدوات الرياضيّة، وألعاب الفيديو، واليخوت، والتحف، والقطع الفنيّة…وكانت صادرات السلع الأوروبيّة إلى روسيا بلغت 3,5 مليون يورو في العام الماضي، وهي لا تًشكّل سوى نسبة ضئيلة من إجمالي صادرات السلع الكماليّة من الاتحاد الأوروبي التي بلغت 80 مليار يورو.
العربية نت