التاي يكتب: التخابر

قبل خمسة وعشرين عاماً مضت وقعت والزميل علي شمو إبراهيم في قبضة الاستخبارات العسكرية ونحن نؤدي واجبنا حينما كنا نجري تحقيقاً صحافياً قادتننا إحدى حلقاته المفقودة للتسلل إلى بعض جرحى العمليات بالسلاح الطبي، وألقي القبض علينا وخضعنا لتحريات مكثفة ومتنوعة هنا وهناك (شلنا الليل كلو حتى ساعته الأولى تحري من مكتب لي مكتب) ، لكن قبل أن نقدم للمحاكمة بتهمة التجسس والتخابر وتهديد الامن القومي جاء الفرج واطلق سراحنا …

يومها كنت أساءل نفسي :كيف يعني تحقيق صحافي يهدد أمن قومي، دا أمن شنو دا ؟! ..

مرت السنوات واعدت على نفسي ذات السؤال حينما وجدت نفسي والزميل عثمان ميرغني رئيس تحرير التيار الغراء ذات ليلة قبل عامين مقتادين إلى نيابة امن الدولة لنواجه اتهامات من شاكلة تقويض النظام الدستوري وتهديد الأمن القومي تحت مواد حال ثبوتها عقوبته الإعدام…

لكني في المرتين كنت عاجزاً عن إيجاد إجابة للسؤال..

السؤال نفسه أعادته بطريقة أخرى الزميلة لينا يعقوب قبل يومين وهي ترفع حاجبي الدهشة وقد استعصى عليها استيعاب أن ترى خازن أسرار الرئاسة المؤتمن على كل شيء، وزير الدولة برئاسة الجمهورية ،مدير مكاتب الرئيس ومبعوثه الخاص إلى رؤساء الدول الذي كان وما ادراك ما (كان) وهو يقود وفد المقدمة لدولة أخرى هي السعودية ممثلاً لها، مباه بنيله جنسيتها، ولا عزاء للشعب السوداني الذي لا يزال فاغراً فاه تائقاً لبيان رسمي يزيل الغموض وما استشكل من ألغاز ما زالت عصية على الأفهام… بيان فقط

لتزعم الدولة مجرد زعم أنها تحترم شعبها… الغريبة ان (الضوابط) ترغم أي صحافي يريد إجراء حوار مع سفير دولة أجنبية ان يأخذ الإذن من وزارة الخارجية تحوطاً من مغبة الوقوع في براثن التخابر..!! لكن (الضوابط) نفسها تتقذم في حضرة دستوريين هنا يتقلدون أرفع المناصب وهم رعايا لدول أجنبية يتمتعون بمزايا جوازاتها ولهم كامل حقوق المواطنة بما في ذلك تمثيل تلك الدول في المؤتمرات الدولية وترؤس وفود مقدمتها….. اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ،وثق أنه يراك في كل حين.

يوليو2017

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version