محجوب مدني محجوب
ليس تشاؤما وليس مكايدة أو إغضابا لأحد، ولكنها الحقيقة إذ أن أي نتيجة تظهر من الصراع الروسي الأمريكي، فلن يغير حالنا في السودان إلى الأفضل؛لأن حالنا في السودان لن يتغير بعد إرادة الله سبحانه وتعالى إلا بتغيير سياستنا، والعمل على توحيد صفنا وإلا بوضع نقاط الوطن على حروفه غير ذلك فسوف تزداد أزماتنا من سيء إلى أسوأ سواء انتصر الروس أو سقطوا أمام الهجوم الأمريكي الأوروبي إزاء الحرب الروسية الأوكرانية.
فثمة احتمالين من هذا الصراع:
الأول: انتصار الروس في استيلائها على أوكرانيا وضمها لأراضيها، وهذا الاحتمال لن ينفعنا في شيء؛ لأنه سوف يساعد ذلك على توسعة الخلاف في السودان، وسوف يقوي طرف على طرف، وسوف يعمل على إحكام قبضة الطرف المسيطر الآن على الموقف، وبالتالي سوف يعرقل طرح أي رؤى مشتركة، ولن تتنازل الأطراف الأخرى له مما يعني مزيدا من الفرقة والاشتعال.
كما أن الغرب لن يتركنا في حالنا، وستطالنا سهامه إزاء موقفنا مع روسيا، وقطعا ليس لدينا أي مقدرة على مواجهته.
الخيار الثاني: انتصار الغرب وأمريكا على روسيا، ففي هذه الحالة سوف لن يفوتوا لنا وقوفنا مع روسيا كما أنهم سيزيدون الضغط على المكون العسكري في كونه قام بانقلاب على الثورة في الخامس والعشرين من أكتوبر، وبإصرار المكون العسكري على الانقلاب سيزداد الأمر سوءا، وقطعا الحل ليس بيد روسيا التي خرجت من الحرب مذلولة.
هذان هما الخياران اللذان سوف
يتحقق أحدهما على الآخر إزاء الحرب الروسية الأوكرانية، ولن نجني نحن أهل السودان منهما شيئا سواء انتصر هؤلاء أو أولئك.
بمعنى أننا إذا لم نرتب شأننا الداخلي، ونصل فيه إلى كلمة سواء، فأي نتيجة تتحقق في الصراع العالمي، فلن تحقق لنا استقرارا في السودان.
نرتب شأننا من خلال نقطتين:
الأولى: لا بد من إحداث اتفاق بين المكونين المدني والعسكري من أجل تكملة الفترة الانتقالية.
الثاني: محاسبة كل من أجرم في حق هذا الشعب، وإخلاء سبيل من تثبت تبرئته.
بهاتين النقطتين سوف نستفيد سواء انتصرت روسيا أو أمريكا وبدون النقطتين سنخسر على كل الاحتمالات.
لا توجد أمة نهضت واستقلت بسبب الصراعات التي حولها.
كل أمة بدون استثناء نهضت بوعي أبنائها وبسواعدها.
إن من ينظر إلى السودان ليستفيد من الصراع الروسي الأمريكي أو أنه سيساهم ذلك في حل مشاكله كمن ينظر إلى السماء لتمطر وهو لم يزرع.
صحيفة الانتباهة