حينما سألتها عن المشاعر التي اجتاحتها عند أول طيران منفرد لها، جاء ردها سريعاً وقريب الشبه من الحالة التي كانت عليها لحظتها وقالت:”إحساس زول لمن يقول ليك طائر من الفرح”، والفرح الذي سيطر عليها ربما كان بسبب وصولها إلى مرحلة ينشدها كل طيار، بيد أنها عندما فعلت ذلك فقد كانت مصدر فرح لحواء السودان التي تمضي في ثبات على طريق الكابتن “حاجة عثمان” ملهمة الجيل الحالي.
والكابتن الشابة “تقوى خالد عبدالله معروف” تبدو على بعد خطوات معدودة لتنضم إلى قائمة الشابات الملهمات، وقصتها تستوجب التوقف عندها مليا من واقع أنها ذات تفاصيل تحمل بين ثناياها الدهشة وتكشف عن امتلاك الشابة تقوى روح التحدي التي تدثرت بها في ثلاثة محطات من حياتها.
أبصرت الكابتن تقوى نور الحياة بالمملكة العربية السعودية ثم استقر بها المقام وهي ماتزال طفلة في السودان لتبدأ مشوارها الأكاديمي بدراسة مرحلة الأساس بالخرطوم وأكملت مشوارها الثانوي في مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان حيث كان والدها وزيرا بولاية الرمال.
ومجدداً كان عليها العودة إلى العاصمة الخرطوم لمشوارها الجامعي حيث التحقت بكلية البيطرة بجامعة السودان تخصص علوم أسماك وحياة برية، في العام ٢٠٠٨ أنهت دراستها بنجاح، ولم يكن ضمن أجندتها غير الحصول على وظيفة في تخصصها الذي درسته وهو مافعلته لثماني أعوام.
غير أن العام ٢٠١٦ شهد تغييرا درامتيكيا في حياتها وذلك حينما قررت إحياء رغبة دفينه في دواخلها القصية واستدعتها لتجسدها على أرض الواقع، وذلك حينما اختارت دراسة العمليات الجوية في إطار مشروعها في مجال تشعر بأنها ستجد نفسها فيه، فكانت أكاديمية الخرطوم للطيران وجهتها وبعد أن حصلت على الرخصة تدربت في شركتي بدر وسودانير لتعمل لاحقاً في شركة ميد اير.
بعد فترة من العمل بالمطار رأت أن تذهب مباشرة إلى محطتها التالية فكان أن اختارت أكاديمية هاي لفل لدراسة الطيران لتبدأ مشوارها بذات الشغف والحماس لتقترب بعد فترة من التدريب من الحصول على رخصة الطيران الخاص وفي رصيدها أكثر من ٥٠ ساعة طيران ،وقررت أن تواصل مسيرتها وصولا إلى محطة الحصول على الرخصة التجارية فهي قد حددت هدفها بدقة وهو أن تعود إلى مطار الخرطوم لتحلق في الأجواء وهي تقود الطائرات.
الكابتن “تقوى خالد عبدالله معروف” التي أدركت جزء من طموحاتها تدين بالوفاء إلى والدتها الدكتورة هدى التي تعد من أبرز الداعمين لها بالإضافة إلى شقيقتها صفوه، وتأمل الشابة تقوى في أن تكسب التحدي الذي دخلت فيه بأن تصبح طيار يشار إليه بالبنان.
الخرطوم: طيران بلدنا