هاجر سليمان تكتب: هروب الزعيم

وأشد ما لاقيت من ألم الحسرة وضياع العدالة فى بلد اصبح الظلم سمة سائدة فيه، وانتهاك العدالة صار امراً طبيعياً، والمتهم فيه يتجول والمظلوم يتعرض لابشع انواع الابتزاز الروحى والمعنوى.. بلد لا نريد أن نقول ان حاميها اصبح حراميها، ولكن نقول حاميها هو ظالمها وهو المستبد الذى يعبث بكل المشاهد ويخرج المسرحيات كيفما يريد، لذلك من حق الشعب الآن ان يتظاهر ويطالب بتطهير الدولة من الفاسدين والمتخاذلين ومثبطى الهمم .
وتفاجأنا بخبر مفاده ان المتهم الزعيم صاحب المنظمة (الداعرة) قد هرب الى خارج البلاد، والآن هو فى مصر يعيش حياته بمزاج فكم دفع؟ وكم عدد الذين سهلوا له درب الهروب الى القاهرة؟ ومن هم اولئك الذين يشكلون لوبياً ضخماً لحماية الفساد والفاسدين، ونحن نتساءل ليس لأننا لا نعرفهم بل بالعكس نعرفهم جيداً، ولكن تعف ألسنتنا عن ذكر اسمائهم، اللهم الا ان اضطررنا للبوح باسمائهم من باب الفضيحة ودق الطار والسعى وراء تفكيك الاسر، وهذا ليس ديدننا، انما هو ديدن ذلك المريض الذي استغل عشرات الفتيات والنساء وغرر بهن وارهبهن وصورهن صوراً مخلة بالآداب ومقاطع فيديوهات مسيئة للانسانية وللنساء ككل .
الضحية بكت بحرقة حينما علمت بخبر قبضه ولسان حالها يقول ضاعت العدالة وأريقت فى أزقة العهر ورقصت على أطرافها أقدام حثالة المجتمع واراذل القوم، ولكن نقول لا تبتئسي ايتها السيدة، فكثيراً ما رقصت الكلاب على جثث الاسود، ولكن هل رقصها ذلك يعنى انها شجاعة بالطبع لا، فما يحدث بالمشهد الآن يشير الى ضعف عام فى كافة جوانب الدولة ابتداءً من عمل النيابة وعدم اكتراث من قبل النائب العام ولا اهتمام بمثل هذه القضايا، اذ كان من المفترض ان يوجه النائب العام باغلاق المنظمة وكافة انشطتها واستثماراتها التى تستغل فى جذب الرجال والنساء، كما اننا كنا نتوقع ان يوجه النائب العام بصرامة بايقاف المتهم واحالته للحبس وتوجيه اقسى التهم له، ولكن ذلك لم يحدث، فلا النائب العام اهتم ولا النيابة .
وكنا قد طالبنا النائب العام بأن يحقق في كيفية اطلاق سراح المتهم، ولكن شر البلية ما يضحك، فقد قام الضامن بتقديم شكوى ضد النيابة، فهل يعقل ان يهتم النائب العام لامر الظالم ويتجاهل المظلوم؟ لكنه امر طبيعى طالما اننا فى بلد المتناقضات.
ومازلنا ننتظر نتيجة التحقيق حول الملف من قبل الشرطة، ولكن الصمت الذى يحيط بالقصة اصبح مقلقاً ويجعلنا نطالب باستخلاص النتائج حتى نعرف من المتورط رغم ان الاوان قد فات.
منذ فتح البلاغات واجراءات النيابة والشرطة تسير بطريقة سلحفائية تطرح الكثير من التساؤلات حول اسباب ذلك التكاسل .
بالمناسبة.. المتهم اطلق تسجيلات ومقاطع فيديو وهو يدعى البراءة. والادهى والامر والعجيب انه يقول بالفم المليان ان اوامره نافذة، وان لا احد يجرؤ على الوقوف امامه وتحديه، ويدعي تحت تحت انه ماسك ذمم ناس معروفين.. يا ربي ماسكها بالقروش ولا بالفيديوهات الفاضحة؟!
كسرة :
يا مدير المياه ما تقول ناسنك.. أركز كويس وانكارك ما بفيدك.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version