#عجائب_الزمن_القحتي
الذهب السائب… والقانون الغائب
أثار تقرير نشرته صحيفة التلغراف البريطانية تحت عنوان “ذهب السودان ينقذ بوتين من العقوبات الغربية”، جدلًا واسعًا في مواقع التواصل الاجتماعي السودانية والعربية والعالمية.
وتحدثت الصحيفة عن دور الذهب الأفريقي -الذي يتم تهريب جزء منه عبر السودان- في إنقاذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من العقوبات الغربية.
وقالت الصحيفة إن روسيا هربت مئات الأطنان من الذهب بصورة غير شرعية من السودان على مدار الأعوام الماضية، ضمن عملية لتحصين روسيا من العقوبات الاقتصادية جراء الحرب على أوكرانيا
و لا ينبغي للقاريء الحذر أن يأخذ ذلك على محمل أكثر من كونه جزءا من حملة دعائية في إطار الدعاية ضد روسيا … لكن قولي لا يبريء جهة ما ولا يدين أخرى فقد راج كلام كثير عن تهريب الذهب إلى وجهات معلومة يذكر بعضها ويسكت عن الآخر… لكن الأمر الغريب أنه رغم وجود قانون ينظم الثروة النفطية في السودان فلا يوجد قانون ينظم الثروة المعدنية رغم أهميتها في الإقتصاد الوطني.. ومعلوم أن التعدين الذي يسمي أهليا لم يعد أهليا بالكامل فقد دخلت تمويلات وشراكات خارجية فيه خاصة مع أصحاب الحيازات الكبرى ولم يعد تعدينا سطحيا بل صار تعدينا عميقا تحفر فيه الآبار لعشرات ومئات الأمتار.. وغفل القانون الغائب عن تنظيم مرحلة تنقية المعدن لحماية الإنسان و البيئة كما غفل عن تنظيم تجارة المعدن داخليا وخارجيا ولذلك فأن المال السائب يعلم السرقة للشخص المأمون قبل الخؤون فالذهب جذاب خلاب.
أمين حسن عمر