إذا أردت أن تعرف كمية الحسد والحقد والكذب والعنصرية والأنانية التي تفشت وإنتشرت وأصبحت صفة ملازمة للسودانيين إقرأ وتابع ما يتناولونه عبر وسائط التواصل الإجتماعي والصحف الإلكترونية والصحف السيارة وحتى بعض القنوات الفضائيه الخاصة ، فيما يخص السيد الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب أول رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع . ما أن تفتح هاتفك المحمول وقروبات الواتس آب إلا وانهمرت عليك الرسائل والمقالات والتعليقات المسجلة جلها تتحدث سلبا عن الرجل. يصورونه غولا ووحشا يوشك أن يفترس الجميع … الجميع حتي الجيش .
يتتبعون حركات الرجل وسكناته، صمته وكلامه ، حله وترحاله. فأن صمت تعجبوا من صمته ،وإن تكلم عابوا كلامه بعدما حرفوه وفسروه على هواهم ثم يطلقون العنان لنفوسهم المريضة وخيالاتهم الخربة يبثون سمومهم واحقادهم تجاه الرجل.
مع الأسف الشديد هذه الصفات السيئة والسالبة أصبحت متفشية وملازمة للسودانيين داخل الوطن وخارجه في بلاد الإغتراب ودول المهجر فأصبحت سببا في تشتت وتشرذم المجتمعات وعدم تحقيق أي نجاحات أجتماعية أو اقتصادية أو رياضية أو سياسية.
فحتى ثورة ديسمبر المجيدة التي وحدت السودانيين بمختلف اتجاهاتهم واحزابهم وأعراقهم وأجناسهم وطوائفهم في الداخل والخارج أصبحت الآن مهدده. تقسم الناس إلي شلليات وعرقيات وجهويات وقبائل وجماعات وأحزاب يحارب بعضهم البعض ويلعن بعضهم بعضا ويخون بعضهم البعض ويزيح بعضهم بعضا. حتى طفح الكيزان مرة أخرى وبدل أن يكونوا موضع دوس صاروا مكان بوس. كل ذلك بسبب الأنانية وضيق الأفق والحسد ومحاولات إقصاء الآخر الذي لا يشبههم على حد وصف أحدهم.
وقد نال السيد حميدتي ومازال النصيب الأكبر من التجريح ومحاولة القتل المعنوي. فرغم التطمينات التي يقدمها الرجل كلما سنحت له الفرصة هو والسيد رئيس مجلس السيادة بأن الانتخابات قادمة وأنها الفيصل بين الفرقاء السياسيين، إلا أن النخبة السياسية والحزبية المدمنة للفشل ظلت تتربص بالرجل وتحرض ضده وتضع أمامه العراقيل والمتاريس والعقبات.
السيد حميدتي كان أحد أهم صناع الثورة واحد حراسها والمؤمنين بمبادئها ولعب دوا مفصليا مع الجيش في إنتصارها علي آلة الإنقاذ التي كانت على وشك أن تفتك بثلث الشعب كمآ افتي شيخهم لكبيرهم آنذاك. وقد حفظ الثوار والكنداكات له هذا الموقف فكانت هتافاتهم ( حميدتي الضكران الخوف الكيزان ) وكانت صوره تزين مكان الإعتصام دون سواه تكريما لمساهمته في حفظهم ووقوفه بجانب الثورة.
كما أنه كان ومازال الساعد الأيمن للسيد البرهان ضد جماعات الرده.
ولكن بعد إنتصار الثورة وسقوط النظام البائد ظهر أصحاب النفوس المريضة والاجندات الأجنبية والعملاء و المأجورين وصحفيي الغفله محاولين بشتي الطرق وكل الوسائل إزاحة الرجل من المشهد السياسي مستفيدين ومستخدمين من يسمونهم المغفل النافع الذين أصبحوا جزءا من القطيع الذي يسوقونه للموت والهلاك.
فحاولوا بدئا إلصاق تهمة فض الإعتصام بقواته ، ثم نعتوه بالاجنبي مع العلم بأن الكثيرين من المسؤولين والسياسيين والناشطين هم من حملة الجوازات الاجنبية كما هو حال كثير من السودانيين في بلاد المهجر ومع ذلك يحق لهم ممارسة السياسة.
وتارة يصفونه بالأمي وراعي الإبل مع العلم بأن رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة وأتم التسليم كان راعيا للغنم وكان أميا فبعثه الله هاديا وحاملا لأعظم رسالة سماوية قاد بها البشرية. فالأمية وعدم الإلمام بالكتابة والقراءة لم تنقص من قدره صلى الله عليه وسلم. ولكن العيب في العلم والقلم الذي لا يزيل البلم والحقد والحسد والجهوية والقبلية والعنصرية وكل الأمراض النفسية كما هو حال مثقفي ومتعلمي وصحفيي بلادي فاقدي الوطنية عديمي الضمائر. فهم في ضلال وجهل رغم تعلمهم وهو معلم وذو بصيرة رغم أميته .
لعمري ماضاقت بلاد بأهلها ….، ولكن أخلاق الرجال تضيق
وتماما كما كانت تفعل صناديد قريش وكفارها يجلسون حول الكعبة يحتسون الخمر ويلعبون الميسر والقمار ويصنعون اصناما من العجوة يعبدونها حتى إذا ما جاعوا اكلوها ويكيدون المكائد والمكر السيئ لرسولنا الكريم ويرسلون سفهائهم وصبيانهم وصعاليقهم وشعرائهم وعبيدهم لينالوا من الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. كذلك يفعل قرشيي هذا الزمان.
يكفي السيد حميدتي انه يلتف حوله البسطاء من الناس وأصحاب الضمائر الحية والوطنيين كما هو الحال مع أصحاب الرسالات السامية.
السيد حميدتي يتعامل ويتكلم بفطرته البدويه وذكاءه الفطري ساعده على ذلك قوة شخصيته والكاريزما ألتي يتمتع بها وكذلك قدرته على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وقد كان قراره بالإنحياز للثورة وللثوار ورفضه استخدام قواته في ضرب الثوار ربما من أهم قراراته واصوبها على الإطلاق وكان مفتاحا لدوره المحوري في مجريات الأحداث بعد ذلك.
حيث قاد بعدها عملية السلام مع حركات الكفاح المسلح أعداء الأمس أصدقاء اليوم وتوج ذلك بإتفاقية سلام جوبا ألتي حقنت الدماء وأوقفت استنزاف خزينة الدولة بفاتورة الحرب وأوقفت القتل الجماعي والنزوح واللجوء. وكذلك قاد عملية السلام بين الفرقاء المتحاربين في دولة جنوب السودان وتم توقيع اتفاقية سلام تحت رعايته ولا ننسي دور قواته في كبح ومحاربة الهجرة الغير شرعية تجاه أوروبا فأصبح مكان تقدير واحترام داخلي وإقليمي ودولي. وأصبح رجل دولة يمثلها في زيارات ذات طابع إقليمي ودولي مهمه.
ولعل كل هذا وذاك وغيرهما جعلت للرجل مكانا مرموقا جعل له حسادا في كل مكان ، فحاولوا ومازالوا يحاولون الوقيعة بين الرجل ورئيسه الفريق أول البرهان ويحاولون جر قواته إلي مواجهه مع الجيش الذي هم جزء منه وكذلك يحاولون إشعال الحرب بين قوات الدعم السريع وقوات حركات الكفاح المسلح على امل أن يخلو لهم الجو في الخرطوم ليعبثوا فيها ويقيموا فيها المراقص والحانات أو كما يحلمون.
كذلك يحاولون دوما تأليب المجتمع الدولي ضد الرجل وقواته ويخوفون عامة الناس منه ومن قواته ويبحثون عن أي واقعه او حادثة ليلصقوها بقواته ، ويقولون أن الويل والثبور لأهل الخرطوم من هذه القوات وأنها تريد أن تستبيح الخرطوم وتجعلها مسكنا للقطط. أضغاث أحلام وأوهام عواطليه.
كل ذلك لأن الرجل يقف بقواته خلف الجيش ضد كل مخططات المتآمرين والعملاء المأجورين الذين يستهدفون ويسعون إلي إضعاف الجيش وتفتيته ليسهل لهم تقسيم البلاد وتفتيتها والعبث بأمنها واستقرارها وسلامة شعبها.
فالرجل كان مطلوب منه فقط حسب خططهم أن يكون حارسا للبوابه الغربية للبلاد ليصد حركات الكفاح المسلح ويكون حارسا أمينا لإمبراطوريتهم وخادما مطيعا لأوامرهم وبوابا لأملاكهم وأموالهم ، فالبلد بلدهم وهم أسيادها أو كما يظنون. ولم يرق لهم أن يكون هو إمبراطورا عليهم .
ولكن الآن على النخب السياسية التقليدية أن تعلم أن خارطة السياسة السودانية لم تعد كما كانت من قبل وأن هنالك لاعبين جدد في الساحة هم أيضا أصحاب مصلحة ولهم الحق في الحكم وفي تحديد مستقبل البلاد وطريقة إدارتها وكيفية إدارة مواردها . وأن المركز لم يعد وحده صاحب القرار والمتحكم فيه وعليهم التعايش مع هذا الواقع وأن لا يتباكوا على الفردوس المفقود والعرش المسلوب فالماضي لن يعود.
( قل أللهم مالك الملك. تؤتي الملك من تشاء. وتنزع الملك ممن تشاء. وتعز من تشاء وتذل من تشاء )
الجنة والخلود لشهداء الوطن في كل زمان ومكان
وحفظ الله البلام وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن
عثمان إبراهيم
فرانكفورت / ألمانيا