العالم يحتاج إلى نظام جديد

في العام 2003م حشد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الجيوش والعتاد بهدف غزو العراق، بحجة أن صدام حسين يمتلك أسلحة كيماوية برغم فشلها في إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يبارك لها خطوة الغزو، إلا أن أمريكا ضربت بمجلس الأمن الدولي عُرض الحائط، لتشن حرباً كانت هي الأعنف في التاريخ الحديث، ضد شعب فقير كان يعاني في الأصل من حصار اقتصادي طوال أكثر من عشر سنوات، لتمطر امريكا سماء العراق بوابل من مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً بدون أن يتحرك العالم أو يدين تلك الجريمة التي موثق لها بالصوت والصورة، ويكفي ماحدث في سجن ابو غريب من انتهاك لحقوق الإنسان العراقي.
واليوم أمريكا وحلفاؤها أو يمكن أن نقول كلابها يبكون على الشعب الأوكراني بسبب تحرك روسيا المشروع في حماية أمنها القومي فأمريكا ذاتها لن تقبل بتواجد عسكري بالقرب من حدودها، ويكفي الضجة التي قامت بها عندما نصب الاتحاد السوفييتي السابق في العام 1962 لمجموعة من الصواريخ النووية في جزيرة كوبا، ولم تنتهي الأزمة إلا بعد قيام الاتحاد السوفييتي بسحب تلك الصواريخ.
إذاً لماذا تمارس أمريكا سياسة حب النفس وتحلل لنفسها احتلال الدول وسرقة مواردها وتصنيفهم على حسب وجهة نظرها !؟

إن العالم اليوم على حافة حرب عالمية ثالثة، وربما يتشكل حلف جديد ضد الهيمنة والإقصاء الأمريكي لدول تملك ذاتها نفس عضوية أمريكا بمجلس الأمن الدولي، فالصين وكوريا الشمالية سوف تقف في صف روسيا، بجانب الدول الأخرى التي تضررت من سياسة الولايات المتحدة و لن ترجع الأوضاع الدولية كما كانت قبل تحرك الجيش الروسي ضد أوكرانيا، ليس بغرض احتلالها وإنما بهدف كسر شوكة وغرور أمريكا وحلفائها وإرساء نظام عالمي جديد تسود فيه العدالة.

علاء الدين محمد ابكر
صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version