محجوب مدني محجوب يكتب: الهجوم حسب الطلب

صرنا والحمد لله نتناول القضايا سواء المتعلقة بشؤوننا الداخلية أو الخارجية حسب الطلب.
فإن كان ما نطلبه طبقا من الفول، فسوف نعمل على تظبيطه وتصليحه، وسوف نضعه أمامنا بصورة جذابة وشهية.
إما إن كانت رغبتنا في طبق آخر غير الفول، فسوف نظل نشتم ونسب في الفول، وكأننا يوما لم نأكله.
أضحكني موقف من يؤيد زيارة الفريق حميدتي لروسيا في هذا الوقت الذي تهاجم فيه روسيا أوكرانيا.
فبدلا من أن نكون منصفين لله في الله بدون مصلحة، ونضع رأينا بلا غرض من هذا الغزو الروسي على أوكرانيا.
لم نفعل ذلك.
لماذا؟
بالرغم من أن رفضنا لهجوم روسيا لأوكرانيا تحت أي فهم لن يكون ذا أهمية إطلاقا اللهم إلا إبداء رأي ليس إلا.
ولكن زيارة الفريق حميدتي لروسيا في هذا الوقت الذي تهاجم فيه روسيا على أوكرانيا جعل أي رفض لهذا الهجوم كأنه رفض لزيارة الفريق حميدتي.
فالزيارة وإن كانت لا علاقة لها بموقف أوروبا وأمريكا إلا أن مجرد التوقيت لها تعني بصورة مباشرة أن اوكرانيا لا تعنينا في شيء.
ولذلك ماذا تكون ردة فعل من يؤيد زيارة الفريق حميدتي في الوقت الذي تهاجم فيه روسيا أوكرانيا؟
ردة فعله الطبيعية هي التقليل من القضية الأوكرانية بالكامل، وإظهارها بأنها لا تعنيه ولا تهمه.
لأنه ببساطة لو أبدى أي اهتمام بالجانب الأوكراني حتى من باب فقط ذكر الرأي خير من عدمه، فإن أي تلميح من ذلك سوف ينعكس مباشرة على زيارة الفريق حميدتي، ويقلل من شأنها، وأنها يجب ألا تكون في هذا التوقيت الذي هاجمت فيه روسيا على أوكرانيا.
أما إذا اهمل وأبعد قضية أوكرانيا من اهتمامه، وذكر أنها لا تعنيه في شيء، فهذا الرأي سوف لن ينقص من قيمة زيارة الفريق حميدتي لروسيا.
ألم أقل لكم أننا نتناول القضايا حسب الطلب؟؟!!
تهميش قضية اوكرانيا، وأنها لا تعنينا في شيء هذا الرأي دعمه لحد كبير زيارة الفريق حميدتي لروسيا.
وظل بالمقابل كل من يبدي اهتماما بها كأنه يوجه رفضا للزيارة في هذا الوقت.
فإذا رجعنا لطبق الفول، ونظرنا لمن يعيبه وينتقص من قدره فسوف نكتشف أن صاحبنا لمح طبقا ل(شية) بجواره.
فنحن لا نهاجم إلا بحسب الطلب، فإن رغبنا في شيء أوليناه اهتمامنا، وإلا نزعنا عنه كل اهتمام.
مسكينة هي أوكرانيا صادفت قضيتها زيارة الفريق حميدتي لروسيا، فحتى لا نفقد قيمة الزيارة، فلن نعطي هذه القضية أدنى اهتمام.
وكل من يبدي اهتماما بها سوف نوصفه بعدم الموضوعية.

صحيفة الانتباهة