عيساوي: سودان جديد بدأ يتشكل مع أول طلقة روسية خرجت بحثا عن مصالحها

دروس وعبر
إن ما يجري في أوكرانيا من سنن الله الكونية في تدبير الأمور. ومما لاشك فيه له ما له من تداعيات على السودان. على سبيل المثال لا الحصر نجد إسرائيل قد التزمت الحياد وهي تشاهد صراع الفيلة غير المباشر بين الدب الروسي والناتو. رغم أن أكثر من وزير أوكراني يحمل جنسيتها. وكذلك الأمارات تجرؤ بمخالفة أمريكيا في إدانة الروس. ويعلم القاصي والداني تأثير هاتين الدولتين على المشهد السوداني الحالي.

واسقاط ذلك علينا يمكننا الجزم بأن سودان جديد بدأ يتشكل مع أول طلقة روسية خرجت بحثا عن مصالحها. نجد غالبية خيوط اللعبة أصبحت بعيدة عن قحت. داخليا (وهو معلوم) انفض سامر الشباب بعد معرفته لحقيقة مشروعها في السودان. هذا الأمر أحرجها غاية الإحراج لأن لديها جدول مسبق للتظاهر. الأمر الذي دعاها للجوء للاحتياطي مما ترك نميري من حملاته التأديبية من (كبار العمر طفولي الفهم) لمظاهرات الأمس.

وخارجيا (وهو مربط الفرس) قد انتهى عهد الدلال الغربي لقحت لإنشغاله بما هو أهم (كان جاتك في أم سموك بتنسيك أمك وأبوك). أضف لذلك انحياز العسكر للمحور الجديد.

ونتيجة ذلك ظهرت جلية فورا في تأجيل مؤتمر فولكر المزمع اليوم وذلك ليقينه التام بأن مستقبله في السودان مظلم بخسرانه للمهمة المنتدب لها. وخلاصة الأمر نجمل القول بأن قلما جديدا أصبح بيد العسكر ولغته غير التي نعرفها. ولم يبق لقحت من نصيب في ثورة السفارات المصنوعة بعد خسرانها للوزارة إلا الذين مكنتهم في الخدمة المدنية ظلما وجورا.

ولكن عما قريب كما قال القانون كلمته في عودة المفصولين (وجديا.. مناعيا) سوف يضع نقطة سطر جديد في قضيتهم. لينال الوطن استقلاله بالكامل من الاستعمار الغربي الغاشم بالوكالة القحتاوية. وما أجمل الحرية والسلام والعدالة وأن تشاهد الشعب مع جيشه في ملحمة بطولية.

الكل رافع رايات التهليل والتكبير (شعب واحد جيش واحد). وقحت مع سيد خليفة رافعة رايات الخزي والعار (وابكي النهاية).

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٢٢/٢/٢٧

Exit mobile version