إن مهام العسكريين تنحصر في الدرجة الأولى على حماية الدولة من الإعتداء الخارجي والمحافظة على حدود الدولة البرية والمياه الإقليمية والمجال الجوي للبلد ..
كما أن الجيش قد يتدخل أحياناً في حل فشل الأجهزة الأمنية الأخرى في السيطرة على الأوضاع الأمنية بداخل الدولة كعمليات الأمن الداخلي مثلاً ..
كما أن الجيوش ليست لها دور في الشأن السياسي وفي طريقة إدارة الدولة ..
فهذه مهمة الحكومات وأجهزتها المختلفة التي تمثل الإرادة الشعبية العامة ..
كما أن ليس للجيش أي دور كذلك في التشريع والقضاء فكل سلطة من هذه السلطات لها رجالها وأجهزتها وطرقها في إدارة شأنها وفق الدستور واللوائح التشريعية التي تنظم عملها ..
كل هذه الادوار مقدرة ومحترمة وكلها تتكامل في إنجاز المهمة الكبرى المتمثلة في بناء الدولة وتطويرها وتأمين متطلبات الحياة الكريمة لشعبها في جميع المستويات وفي كل المجالات ..
لكن أكثر ما أبتلينا فيه في هذه الأيام هو الحديث المتكرر والممجوج من أنصاف الساسة ونشطاء الغفلة عن مهام الجيش ذعماً منهم أنهم يريدون أن يعلموا الجيش مهامه المنوط به القيام بها ..
وما علم أولئك التائهون أن المؤسسة العريقة تحفظ مهامها عن ظهر قلب من زمن بعيد وتقوم بها على أكمل وجه ..
زعم هؤلاء الغافلون المتغافلون زعماً شديداً بأن الحيش يتدخل في السياسة حتي أفسدها ..
ولكنه لم يفسدها بل أفسد مخططات العمالة والإرتزاق وعبدة الدولار الرامية لتفتيت البلاد كما يفتت البارع من الأطباء حضاوي الكلى ..
إن كانت القوات المسلحة تسعى لحفظ البلاد وكرامتها فإن أنصاف الساسة ومرتادي السفارات الأجنبية يسعون عكس ذلك بما أملي عليهم من يملأون أرصدتهم بالأخضر النضر ..
متى سعى العسكر للسطلة أو لعب دوراً سياسياً مع أنهم لا يحبونها لأنها أكثر جدلاً وحديثاً دون تقديم ما يمكن أن يفيد ..
يقول غافل أو ناغم أن العسكريون تولوا حكم البلاد لخمس عقود أو يزيد قليلاً …
ولكن أيها الغافل الناغم الحكم من جاء محمولاً على طبق من صنع الساسة لعدم قدرتهم على حمل هذه المسئولية أو لتشاكس بينهم …
فبالله عليكم هل بلد مثل السودان تحدق به الاخطار من كل جانب خارجياً وداخلياً تستحق أن يتولى أمرها من لا يهمه سوى مصلحته ومصلحة حزبه التي لا يتوانى أن يقدمها على مصلحة البلاد …
كم وكم رأينا من مدعيّ الوطنية وحب الوطن قد تولوا المناصب وغنموا المكاسب ولم يقدموا للوطن شيئاً يستحقون عليه الشكر …
بل سعوا للإنتقام من أبناء البلاد وشوهوا سمعة الكثير وصادروا أملاك الكثيرين دون وجه حق ليس لشئ سوى النشفي والتنكيل ..
تعليق فشل أنصاف الساسة في إدارة حكم البلاد على النخب العسكرية يعد أمراً مثيراً للسخرية والإذدراء ..
فهل كان العسكريين وزراء في حكوماتكم أو مديري إدارات أو رؤساء لجان أو بنوك أو غيرها .. بالطبع لا ..
فقد أتيتم بوزرائكم ورئيس وزرائكم ورؤوساء لجانكم وأخترتم من ترضونه من أخوتكم ليكون لكم عوناً في حكومتكم الفاشية الفاشلة فماذا كانت النتيجة غير المزيد من التدهور حتى أصبحت البلاد مقعدة في فترة حكمكم ..
فهل هذه أدوراكم .. إن كانت هذه هي فلا أسفاً عليكم وخابت مقاصدكم ومقاصد أذيالكم ..
ثم ماذا رأينا من هؤلاء اللذين يزعمون أنهم ملوك السياسة غير الكثير من الجدال والتشاكس مثل تشاكس القرود الذي يفسد الذرع ..
دائماً ما وقف جيش البلاد على مسافة واحدة من جميع الأحزاب والقوى السياسية سواءً كانت في السلطة أو خارجها …
لكن أبت أنفس بعض الأحزاب الصغيرة خاوية الذهن إلا أن تكيل الإتهامات للمؤسسة العسكرية وقادتها بأنهم هم من أفشلوا الفترة الإنتقالية التى حولوها إلى إنتقامية بغبائهم المطلق ..
فطفقوا يكلون لها السباب والشتم كلما أتحيت لهم فرصة للصعود لمنابر الحديث والوقوف خلف المايكات وبعض الأغبياء يصفقون لهم …
هؤلاء يطلبون من العسكر العودة للثكنات وهم من أتوا إلى العسكر في ثكناتهم ليقفوا معهم في مقصدهم ..
ولكن عندما إنتهت المهمة لم نرى منهم إلا الإستعداء السافر للعسكريين ومؤسستهم بعد أن فشلت فترة حكمهم القصيرة وإنتهاء حكمهم الآثن في أبشع صور الغدر والنفاق …
سيعود العسكر لثكناتهم عند قيام إنتخاب تأتي بمن ينتخبه الشعب أو حدوث توافق وطني كامل متكامل ما ذكر السيد رئيس مجلس السيادة ..
فدون ذلك لا جدوى من البكاء والعويل وبث السموم فى جسد هذه البلد ..
المؤسسة العسكرية مطلعة بدورها فعلى البقية الإطلاع بدورهم …
مقدم ركن حمد الهادي أبوالحسن