حتى لا نكيل بمكيالين !!..
– ربما كشفت زيارة الفريق اول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي عن مخرجات “تفكير جمعي” لعدد من المستشارين في مجالات الشؤون الاستراتيجية والعسكرية والسياسية يقومون بعملية التغذية “المهماتية” لحركة “دقلو” في المحيطين الداخلي والاقليمي والدولي ..
– … والعالم يحبس انفاسه بسبب توقعات اندلاع حرب واسعة النطاق بالاتحاد الروسي السابق “الاتحاد السوفيتي” .. والتي تصدرت بالطبع الخبر الاول على واجهات القنوات الفضائية والوسائط الالكترونية في رصد وتتبع تصاعد الاحداث بين روسيا و اوكرانيا … وبصورة لافتة يتصدر المشهد الاخباري موازيا للخبر الاول زيارة “شبه رسمية” لنائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول “حميدتي” الى روسيا ليحل في مرتبة الخبر الثاني بالعرض الاخباري … وينبري الخبراء الاستراتيجيين لايجاد علاقة تربط بين الاحداث من حيث الظهور والتوقيت والتصريحات المبدئية للزيارة ..
– لا شك ان روسيا دولة تملك العديد من المقومات الاقتصادية والعسكرية كما لها حق النقض “الفيتو” الذي طالما تمتع به السودان في مواجهاته مع المجتمع الغربي بشقيه الامريكي والاوربي وما تحلم به من موطئ قدم في منطقة البحر الاحمر جعلت السودان في نصب اهتمامها وورقة الضغط التي تستخدمها في عملية توازن القوى بمنطقة البحر الاحمر وافريقيا ..
– … حتى لا نكيل بمكيالين فان الفريق اول محمد حمدان دقلو “حميدتي” قد استحوز على مساحات واسعة من الاهتمام الاقليمي والدولي .. ولعل المرد الاول لذلك الاهتمام يرجع الى تمتع “حميدتي” بكاريزما القيادة “الفطرية” .. فالقائد يولد ولا يصنع وهذه الميزة مكنته من لفت الانظار على تحركاته للاتي:
اولا: استطاع “حميدتي” بناء قوة عسكرية متماسكة لايوجد انضباطها وهيكلها وتراتيبيتها حتى في بعض جيوش العالم المتقدم ..
ثانيا: استطاع “حميدتي” العبور السياسي الامن عبر انفاق مظلمة خلال اكثر الفترات التي مرت على البلاد تعقيدا وهو اكثر الاشخاص الذين استهدفتهم التيارات السياسية المتضادة في حملتهم ضد الدولة والحكومة “السابقة والحالية” ..
ثالثا: استطاع “حميدتي” ان يقنع عدد من الدول الكبيرة ذات الوزن الاقليمي والعالمي للتعامل معه دون وسيط وظهر ذلك من بناء علاقات دولية واقليمية لايستطيع كثير من خبراء السياسة والاستراتيجيات من نظمها في ظل التقاطعات التي تحيط بالازمة السودانية ..
رابعا: استطاع “حميدتي” من استقطاب عدد ضخم من فريق التفكير الاستراتيجي والمخططين والمستشارين المتخصصين في المجالات العسكرية السياسية والاقتصادية والاعلامية جعلته في موضع اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب ..
خامسا: استطاع “حميدتي” ان يبني جدار من الثقة مع المجتمع الدولي ومنظماته المختلفة من خلال الانخراط في منظومة قطع خطوط الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر وشبكات الاتجار بالمخدرات وغيرها من القضايا ذات الاهتمام الدولي ..
سادسا: استطاع “حميدتي” من خلق توازن قوى بين فصائل الحركات المسلحة المتعددة وامتلك خيوط المعادلة في تحسب اي صراعات مسلحة بين الحركات داخل المدن ..
– قد يختلف الناس حول تقييم تجربة قوات الدعم السريع وقائدها وعرابها “حميدتي” الا ان التجربة تظل واقعا لايمكن تجاوزه في خارطة الامن القومي السوداني .. انما يمكن تطويرها لتصب في خانة الامن القومي الايجابي بدلا عن الهجوم السالب على تلك القوات وقائدها في ان كل المعطيات في الراهن الاستراتيجي تؤكد وجودها بقوة وتماسك وفاعلية ..
د. عصام بطران