الدفاع المدني: شكوك حول (عمل الجان) وراء حرائق قرية قريقيس بكسلا ..؟!

كشفت الشرطة أمس، عن إرسالها قوة مشتركة من الدفاع المدني والأدلة الجنائية برئاسة مدير دائرة الطوارئ بالدفاع المدني ، وذلك لتقصي الحقائق الكاملة حول أسباب الحرائق المنتشرة بمنطقة (قريقيس) بولاية كسلا.

شكوك بأعمال جان

وقال مدير الإدارة العامة للدفاع المدني اللواء شرطة عثمان عطا مصطفى، ان هنالك شكوكا بأن اسباب الحرائق بتلك المنطقة تعود لـ(عمل الجان) ، منبهاً الى أنهم تلقوا معلومات غير مؤكدة من اهل المنطقة تفيد بأن الحرائق سببها (عمل الجان) ، وذلك عقب حرق أهل القرية لمزرعة بداخلها شجرة يقيم بها الجان بحسب المعلومات التي وردت إليهم، وأكد عطا بأن تدخل الجان في التسبب باشتعال الحرائق وارد لا سيما وأنه سبق وأن كان ضمن قوة تمكنت من السيطرة على حريق اندلع بمنطقة الديم بالخرطوم واعادوا الأسر الى مكان سكنها – الا أنهم تفاجأوا بتصاعد لهب النيران من جديد، وشدد العطا، بأنه لا يستطيع أن يجزم إذا كانت هنالك اعمال جان حول الحريق من عدمه إلا بالتقصي والتحقيق حول الحادثة بحد قوله. الجدير بالذكر أن قرية قريقيس بولاية كسلا تشهد كارثة إنسانية بسبب حرائق اندلعت بالمنطقة منذ (5) ايام مما تسبب في القضاء على عدد من المنازل ، وفشلت كل المحاولات الرسمية والشعبية في السيطرة على الحريق وإخماده.

قوة لتقصي الحقائق

وكشف اللواء عثمان عطا، خلال كلمته بمُناسبة الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني بمباني رئاسة الإدارة العامة للدفاع المدني بالخرطوم الذي يأتي تحت شعار (معاً ضد جائحة كورونا)، كشف عن إرسال قوة مُشتركة من شرطة الدفاع المدني والأدلة الجنائية برئاسة مدير دارئة الطوارئ بالدفاع المدني، وذلك لوضع دراسة علمية لأسباب نشوب الحريق لإثبات وجود عمل جان أو غيره وراء الحريق وذلك لقطع الشك باليقين على حد قوله، وأكد العطا أن الحريق بدأ من منازل عبارة عن قطاطٍ تتكون من (القش والطين) مما تسبب في زيادة سرعته، حيث أصبحت النيران تقضي على المنزل الواحد في (3) ثوان فقط، مؤكداً بأن قوات الدفاع المدني بمكان الحادثة قامت بإجلاء المواطنين من مكان الحادثة وذلك لسلامتهم وحفظ أرواحهم وما زالت تتواجد هنالك للسيطرة على الحريق، كاشفاً عن قضاء لهب نيران الحريق على (3) منازل تخص (3) أشقاء كل منها يبعد عن الآخر مسافة تتجاوز العشرين متراً تقريباً.

إزالة عقار مخالف

في ذات الوقت، كشف العطا عن الشروع في إزالة العمارة التي روّعت المواطنين بمنطقة اركويت شرقي الخرطوم، وذلك عقب اكتمال كافة الإجراءات القانونية وذلك بالتنسيق مع وزارة التخطيط العمراني التي اكدت على وجود مخالفات صاحبت تشييدها بإضافة طابق رابع عليها بالرغم من أنها شُيِّدت بمواصفات لثلاثة طوابق فقط.

إنذار بالسرقة والحرائق
وكشف مدير الإدارة العامة للدفاع المدني، عن تشغيل جهاز إنذار مبكر بكافة مؤسسات الدولة الاستراتيجية والمصارف العاملة بالبلاد وذلك للكشف عن الحرائق فور حدوثها وسرعة الاستجابة لها، إضافةً الى ربط الجهاز باكتشاف عمليات السرقة التي تتم داخل تلك المُؤسّسات والبنوك والتبليغ الفوري عنها عبر الجهاز والتعامل معها عبر أقرب وحدة شرطة والقبض على الجُناة، مؤكداً شروعهم كذلك في إدخال جميع الصيدليات بولاية الخرطوم في البرنامج وذلك عقب تزايد الاعتداء على الصيدليات ونهبها مؤخراً، في وقت كشف عن ادخال الدراجات النارية (المواتر) في عمليات إطفاء الحرائق عبر تركيب طلمبات اطفاء بالمواتر وذلك لسرعة الوصول لموقع الحريق تفادياً للازدحام المروري الذي يحول دون وصول عربات الإطفاء في الوقت المناسب، مشدداً على أن تجربة ادخال المواتر في إطفاء الحرائق حققت نجاحات في التعامل مع الحرائق التي اندلعت (جوار معمل استاك/ حريق كلوزيوم/ اضافة الى الحرائق التي تحدث بسبب التظاهرات وحرق الإطارات بالشارع العام/ الحرائق التي تحدث على الجسور وأثناء الحوادث المرورية/ المُنشآت الصناعية/ المستشفيات والحرائق التي تحتاج للتدخل السريع)، في وقت أوضح فيه عطا، عن حدوث أعطال في بعض الأحيان بالرقم (998) المُخصّص للتبليغ عن الحرائق، إلا أنه أكد ربط الدفاع المدني بالنجدة (999) والتعامل السريع بالبلاغات التي تأتيهم عبر شرطة النجدة، وكشف عطا كذلك عن تعامل قواته وتنسيقها مع شرطة المرور في إنقاذ الأشخاص العالقين وسط الحديد بين المركبات اثناء حوادث المرور وذلك باستخدام احدث التقنيات المتمثلة في الهيدروليك والمقصات الحديثة، مستشهداً بحادث إنقاذهم للطفل الذي علق وسط الحديد داخل عربة النفايات ببحري وإنقاذه بواسطة قوات الدفاع المدني ونقله للمستشفى لتلقي العلاج ومتابعة حالته الصحية حتى تماثل للشفاء الكامل، كما أكد العطا، عن تجهيز قواته بكافة إجراءات السلامة المطلوبة عالمياً لإنقاذ المُواطنين وحفظ ممتلكاتهم، كاشفاً عن توفير أزياء تُستخدم في إجلاء العالقين بلهب النيران والتي يتم تزويدها بالأوكسجين وتحمي مرتديها من نيران الحريق لمدة (10) دقائق.

شراكة للتعقيم

في ذات الوقت، كشف مدير الإدارة العامة للدفاع المدني اللواء عثمان عطا، عن شراكتهم مع وزارة الصحة الاتحادية والولائية بالخرطوم لتعقيم المستشفيات والأسواق وأماكن التجمُّعات بولاية الخرطوم وبعض الولايات الأخرى خلال جائحة كورونا، مؤكداً أن قواته استخدمت عرباتها التي تُمكِّن من رش المُعقمّات على امتداد (50) مترا لتعقيم كافة المؤسسات الحكومية والخاصّة ومواقف المواصلات والأسواق خلال العامين الماضيين إبان انتشار جائحة كورونا، كاشفاً عن فوز (فيديو) وثائقي لجهودهم في مكافحة جائحة كورونا بالمرتبة الثالثة لمجلس وزراء الداخلية العرب، لافتاً الى أن قواته تنتشر بالمطارات والموانئ والمؤسسات الحكومية والخاصة وتتلقى تدريبات على اعلى مستوى تمكنهم من التعامل مع اي حدث طارئ.

زيارات وتعقيم مؤسسات

من جانبه، قال رئيس اللجنة العليا للاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني العميد شرطة المطري أحمد المطري، بأن الاحتفال انطلق منذ الأمس ويستمر حتى الأول من مارس المقبل، وكشف عن برامج مصاحبة للاحتفال تتمثل في زيارات لدار رعاية المسنين والمايقوما ومن ثمّ تقديم الدعم لهم وتعقيم الدار، وتعقيم كافة المؤسسات الحكومية والأسواق ومواقف المواصلات وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة للحد من جائحة كورونا، كاشفاً عن تشريف وزير الداخلية ورئيس اللجنة العليا للدفاع المدني الفريق أول شرطة عنان حامد محمد عمر.

من جانبه امتدح مدير الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة الناطق الرسمي بأسم قوات الشرطة العميد شرطة حسن التيجاني جهود الإدارة العامة للدفاع المدني وتميزها لارتباطها بالمفاهيم العالمية واصفا عملها بالشرطي المتخصص والعلمي متناولا إنجازاتها في إنقاذ طفل مركبة النفايات.

الخرطوم: محمد موسى
صحيفة الصيحة