أزاحت الكبسة الخليجية الخبز (الرغيف) الأطباق الأخرى، وحلت محلها في المناسبات السودانية بعد أن صارت الركن الأساسي في كل زوايا الفرح، وباتت في السنوات الأخيرة وجبة أساسية في العزومات وصالات الأفراح،
فبالأمس كان الخبز مهماً جداً في الطبق الأساسي الذي يقدم برفقته عدة أصناف، أما اليوم هيمنت الكبسة، وصار الكل يعتمد عليها بطريقة ملفتة؛ خاصة بعد ارتفاع سعر الخبز..
اليوم التالي والحديث عن الكبسة السعودية كان له عدة ألوان في ثغر كل سوداني او سودانية، وكان هناك جدل بين كل شخص وآخر؛ خاصة في أسباب الاعتماد على الكبسة بدلاً عن الخبز في بيوت الأعراس، وكان السؤال دوماً : لم تم إبدال الخبز بالكبسة، وصار المندي كما يقال بديلاً الآن.
*الخبز مكلف جداً
قالت (زحل إسماعيل) موظفة :
إذا كانت لديك مناسبة من الصعب جداً توفير الخبز الكافي، كما أن هناك صعوبة كبيرة في توفير الكمية اللازمة، لذا إذا توفرت الكمية التي يريدونها فإن كلفتها تكون كبيرة جداً وأضافت : أن المناسبة اليوم لو كانت بخبز تحتاج منا تنويع الأصناف في الصينية أما في حالة وجود الكبسة فهي غير مكلفة مادياً وموادها متوفرة وغير مكلفة كثيراً، لذا في المناسبات مؤخراً استعانت بالكبسة..
تغيير العالم والثقافات
فيما ذكر (عزالدين محمد موسى) موظف؛
أن تغيير الثقافة الغذائية لمعظم السودانيين نسبة الاغتراب الذي جلب ثقافات غذائية غيرت نوع الوجبة في المناسبات، كما أن الكبسة السعودية أقل تكلفة وذات قيمة غذائية أكبر.
مضيفاً أن الانترنت والسوشيال ميديا جعلت العالم مدينة صغيرة وأضحى من السهل التبادل الثقافي وتبادل العادات الغذائية والسلوكية.
وفي رأيي إذا كانت هذه الوجبة مفيدة وأقل قيمة لا يوجد مشكله في الاعتماد عليها..
*الكبسة..مابين القبول والرفض
في ذات الصدد قالت ( هبه عبدالعزيز) ربة منزل؛
إن الخبز التجاري رغم أنه نظيف ليس مثل المدعوم الذي انحسر اليوم وكل الخبز أصبح تجارياً، وهذا مكلف في المناسبات التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الخبز، بمعنى أن الشخص للمناسبة يريد على الأقل 5000قطعة خبز، وهذا مبلغ كبير، وأضافت هبة : إن فكرة الكبسة جميلة و أن البيوت السودانية تلجأ لها كبديل؛ خاصة أن الكبسة أقل تكلفة من العيش.
وتضحك هبه في ختام قولها “الحاجة دي رح تكون غريبة شوية للناس لأنهم مامتعودين عليها وأنا في رأيي كويسة من حيث التكلفة”
وتقول ذكرتيني قبل فترة في بداية أزمة الخبز كانت في مناسبة لدى أحد أقربائنا فقاموا بعمل كبسة، و أغلبية الحضور لم يأكلوا منها قالوا نحنا ماعايزنها رجعو جيعانين أكلوا في بيوتهم” فهناك أشياء لا يتقبلها المجتمع ويرونها غريبة عليهم كالكبسة مثلاً .
* في متناول اليد*
وذكر د. منذر محمد حسين
أن الظروف الاقتصادية الصعبة وأزمة الدقيق والخبز خلال السنوات السابقة ساهمت في تغيير ثقافة المجتمع السوداني الغذائية .. حيث لجأ الجميع إلى الأرز هروباً من مشقة العثور على الخبز، وإن مكونات الكبسة الرئيسية هي الأرز والفراخ جميعها في متناول اليد بعيداً عن اللحوم الغالية وانعدام الخبز، ويمكن إضافة القليل من السلطة ونحوها من المكملات وتصبح وجبة سريعة خفيفة على البطن والجيب .. حيث إن الحالة السودانية المعروفة أصبحت مكلفة نوعاً ما بالإضافة إلى أن الكبسة سريعة الإعداد .. عموماً كثير من الثقافات المجتمعية تغيرت خلال الأعوام الثلاثة السابقة.
اختصار العرس
وقال (خالد البحار) مصمم،
إن الكبسة السعودية أفضل من الخبز ، فهي توفر للشخص مبلغاَ كبيراً لأن مكوناتها أرز وعليه لحم او فراخ، وانتهى الموضوع، وقال؛ أنا من وجهة نظري أن الشخص يحاول يختصر بدلاً عن التكاليف في المناسبات. وهو يرى أن الزفاف ليس له داع أصلاً عقد قران أهم شيء مع عزومة كبسة مختصرة بدلاً عن الصرف على قاعة وخبز كثير ومن الأفضل الاستفادة من المبلغ في شيء مفيد آخر.
الخرطوم /مي عزالدين
اليوم التالي