الإنقاذ ..في دموع الساقية يرنو ليها نخيل

قبل أيام كتب احد الاصدقاء على الفيس بوك عن تحاملنا على الإنقاذ والسيرة قد فتحت فقد كانت ألسنتنا شديدة عليها في لحظات معارضتنا لها كنا نكتب بمثالية لا تستصحب معطيات الواقع وبغضب لا يدرك المسافات بين المثال والتطبيق..

اليوم ننظر للإنقاذ بطريقة مختلفة وربما كنا في حوجة لفقد الإنقاذ حتى نحسن تقييمها وبما انها سقطت وغابت وان عجلة الزمان لا تعود إلى الخلف فقد كانت الإنقاذ متقدمة في كل شئ على كل اقرانها في التاريخ السياسي السوداني الحديث..

كانت الإنقاذ اول تجربة يمثل فيها السودان كله بلا استثناء وتنبسط فيها السلطة من مركزيتها القابضة فشارك فيها كل اهل السودان بتنوعهم الثقافي والاجتماعي والديني وكانت الإنقاذ اول سلطة سياسية تطمس فيها الآثار الثقافية والاجتماعية والسياسية للمستعمر واول سلطة سياسية تبني مؤسسات قوية للدولة تحفظها من الانهيار وتمنعها من الانزلاق كما كانت الإنقاذ اول تجربة سودانية يفعل فيها المجتمع في صناعة خيارات الدولة والمجتمع هنا القبائل والطرق الصوفية وجماعات الضغط المطلبية المناطقية..

تميزت الإنقاذ بتعبيرها الحقيقي عن المجتمع السوداني في نجاحاتها وفي اخفاقاتها وفي خطاياها ومثل قادة الإنقاذ نموذج مصطلح شيخ العرب الذي يستخدمه السودانيين في وصف من يتقدمون الناس ويحرصون على خدمتهم فقد كان قيادات الإنقاذ شيوخ عرب حقيقين يعبرون عن الأعراف السودانية ويتمثلونها ويحرصون عليها..

اظن كثيرين ممن كانت سهامهم تتجه نحو الإنقاذ اصبحوا اليوم أكثر وعيا بها وبما ميزها عن غيرها من تجارب النخب

والانقاذ كانت في السودان كما يقول الكابلي عن السودان ذاته قمر دورين وضفائر النيل ووجوه فرحانة عامرة بالتهليل..

الصديق محمد احمد

Exit mobile version