الجن ساب كل افريقيا وامريكيا والعالم كله وما لقى غير القرى السودانية عشان يحرقها ؟

قادتني حوادث الحرائق في حلفا الجديدة و المنسوبة للجن لذكريات حوادث كثيرة اتهمت فيها قبيلة الجن و من اطرف هذه الذكريات هي قصة الحرامي ( جنى جن ) حيث لقب بهذا اللقب بعد إكتشاف امره و خداعه للناس فالرجل كان يسكن في منطقة العزبة بحري و كان معروفا” بانه لص ماهر حيث كان متخصصا” في السطو على المنازل بالصافية و المزاد و ما جاورها و في ذات سرقة ليلية قفز الرجل داخل احد المنازل ليتفاجأ بان صاحب المنزل كان في انتظاره و عاجله بضربة قوية في وجهه بطوبة ضخمة كان يحملها لكن استطاع ( جنى جن ) ان يهرب و يعود لداره و في وجهه آثار الضربة العنيفة و عندما سألوه اهل الحي عن اسباب هذه التشوهات قال لهم بانه عند عودته ليلا و بمروره بمنطقة ( كوشة ) العزبة تعرض ل ( كف ) من جنى جني و منذ ذلك الوقت اطلقوا عليه اسم جنى جن .

و في الذاكرة ايضا” قصة احد الدكاكين المشهور بانه مسكون بالجن فقد كان كلما استأجره احد و بداء بالعمل فيه تنفجر ( قدرة ) الفول ليلا” حتى جاء اليوم الذي اعترف فيه احد سكان الحي بانه كان يضع فتيل ( البنسلين ) تحت ( قدرة ) الفول و هناك الكثير من القصص التي روجت لوجود ( الجن ) في مناطق او مساكن محددة و يتضح لاحقا” بان الطريق كان طريقا” للمهربين او المنزل كان احد المنازل الآمنة الخاصة بالاجهزة الامنية .

كل هذه القصص لا تنفي وجود الجن في حياتنا و هذا امر لا خلاف حوله ابدا” فهم موجودين بيننا و حولنا لكن لا حول لهم و لا قوة و لا سلطان لهم علينا .. قد يشاغلوننا احيانا” بتحركات غريبة و يمازحوننا بحركات مخيفة قد يخفوا عننا بعض اغراضنا او يحركوها او يلفتوا انظار اطفالنا لكن لا يستطيعوا ان يقتلوا شخصا” او يشعلوا نارا” او يتسببوا في كوارث للبشرية فقد اوصانا نبينا الكريم بضرورة تغطية آنية الاكل و الشراب و إغلاق الأبواب و في حديث له عليه افضل الصلاة و السلام يقول بان الجان لا يشعل سراجا” ولا يفتح بابا” ولا يكشف إناءا” .

يقول بعض شهود العيان لواقعة احتراق منازل قرية حلفا بان النيران يبداء إشتعالها من السقف و ليس الارض و هذه دلاله على ضلوع الجن بل ارى بان هذه دلالة على ان الحريق بفعل فاعل او نتيجة لتفاعلات جيولوجية او كيميائية و انا ارجح ان تكون بفعل فاعل فمن السهل على اي شخص معتوه ان يشعل عدة رواكيب و قطاطي في وقت واحد او اوقات متفرقة و من السهولة بمكان ان تشعل منزلا ليتجمع اهل الحي حوله فتذهب خلفهم و تشعل بقية منازلهم و هكذا كل ما اجتمعوا حول منزل تذهب لتحرق آخر .. و من الغريب حقا” ان يتعمد الجن بان يحرق المنازل إنتقاما” من الإنسان بدلا” من ان يشعل النار في ملابس الإنسان نفسه ..

هناك شيوخ سيستقلوا الكارثة للترويج عن قدراتهم و هناك نشطاء سيعملون على استقلال الكارثة لتحقيق مكاسب مادية .

اكاد اشعر بحسرة و اسف و غضب قبيلة الجن من هذه الترهات و الخزعبلات التي يتهمهم بها ابناء ادم و سيظل الجن برئ حتى تثبت إدانته .. اتركوا توجيه الإتهام لجهات الإختصاص و اهل العلم فكل ما يلينا هو دعم اهالينا المنكوبين هناك

قبل سنتين انتشرت حرائق مجهولة في قرية مصرية اسمها ( ميت الكرماء ) و كل اهل القرية و معاهم الإعلام المصري أكدوا انو الحرائق دي بفعل الجن .. و من الزمن داك لحدي هسه ما قامت حريقة في القرية .. يكون الجن ده نزل إجازة بدون مرتب ؟؟

حاليا” بنفس السيناريو انتشرت عندنا حرائق في قرية قريقس بمدينة حلفا و كل الناس قاعدة تروج انو الحرائق دي سببها الجن لدرجة انو في شيخ بيحكي انو طارد الجن من بيت لبيت .. و دي يا جماعة دراما سخيفة و الجن برئ من الافعال دي والله .. شوفو قرية قريقس دي قصتها شنو و الارض بتاعتها موقعها كيف و منو الساعي انو يشتريها او منو العندو مصلحة في انو اهلها يهجروها .. ماااافي حاجة اسمها جن .. دي جرائم جنائية تستحق انو يتم التحقيق العاجل فيها من خبراء امن و جنايات غير تقليدين و جيولوجيين و علماء … بعدين ياخ الجن ده ساب كل افريقيا و امريكيا و العالم كلو و ما لقى غير القرى المصرية و القرى السودانية عشان يحرقها ؟؟؟
جني و جن الطلس والله

نزار العقيلي

Exit mobile version