سناء حمد: الصين تقف بهدوء تراقب خطوات الدب الروسي

في عالم جديد …
* اليوم اصبحنا على خارطة جديدة لاروبا !
* اليوم بعد استعراض القوى والمقدرات الصاروخية عادت روسيا لموقعها كقوى عظمى ، وهذه معادلة جديدة .

* اليوم ظهرت اوربا ضعيفة وعاجزة فشلت في اقامة منظومة امنية متماسكة للدفاع عن نفسها ، وهي لا تستطيع الخروج عن المظلة الامريكية وهذا معطى ثبوته مهم .
* اليوم ومنذ قرن ..يفقد الغرب زمام المبادرة ، وهذا معطىً مهم ..

* اليوم الاتحاد الاروبي بدأ بطيئاً ومغلوباً على امره فذكرَّنا بجامعة الدول العربية وهو يستشعر القلق ..ويدين باقوى العبارات .ويطالب باقصى العقوبات ، وهذا وضع جديد .
* اليوم بأكثر من غيره من الايام كان واضحاً ان العالم خطى الخطوة الأولى في تشكيل النسق الدولي الجديد الذي دشنه الرئيسان الروسي والصيني في بكين 5 / فبراير / 2022 ، حين اعلنا ” حقبة جديدة” في العلاقات الدولية ووضع حد للهيمنة الأمريكية،، وهذه نتيجة مهمة .

* اليوم اوربا عموماً والمانيا خصوصاً هم الخاسر الأبرز من هذه الازمة ، فقد عادت لبيت الطاعة الامريكي فهى مكشوفةٌ دفاعياً الى حد كبير وهذا عامل مهم ، خاصة اذا تذكرنا شهية المانيا الكبيرة للبحث عن دور ونفوذ خارج اراضيها بالتركيز على افريقيا .. وشرق افريقيا بالتحديد ، استناداً الى وضع اقتصادي كان هو الافضل في اوربا بعد ازمة كرونا، لكن العقوبات الامريكية والغربية على روسيا ستؤثر بشدة على هذا الامتياز الاقتصادي .

* اليوم الصين تقف بهدوء تراقب خطوات الدب الروسي ، المتقدمة لتأكيد التحالف الجديد بينهما والمنافس للغرب ، فقاعدة هذا التحالف اعلان يقول ” أن الصداقة بين البلدين ليس لها حدود، ولا حظر فيها على التعاون في أي مجال” وهذا عنصر رئيسي وحاسم . لقد تحرك بوتين الذي يستشعر خطر توسع حلف الأطلسي على حدودة ووجوده بعد حوالي ثلاث اسابيع من هذا اللقاء بعد أن ضمن دعم الصين المتوجسة من حلف “أوكوس” الذي انشئ في 2021، ويضم الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا .. والذي اعتبرت الصين انها مقصودةٌ به.

* اليوم اوربا بين خيارين كلاهما مُر ، إن قامت حرب ، ستكون تبعاتها عليها جسيمة ، فستعود اوروبا مسرحاً للصراع بين امريكا وروسيا .. وستدفع الثمن من كتلتها البشرية واقتصادها ونفوذها .

* اذا لم تحدث الحرب واكتفت اوروبا بالشجب والعقوبات الاقتصادية الامريكية، فقد اقرت حينها بضعفها ، وفتحت الباب على مصراعيه للدب الروسي للتمدد .. وستكون الحماية الامريكية محدودة ، فأمريكا القرن الحادي والعشرين ليست امريكا القرن العشرين .

* فرنسا.. هي الحلقة الاضعف ، عسكرياً واقتصادياً في اوروبا ، وسيزداد تراجعها وضعفها وستخرجُ من غرب افريقيا باسرع مما نتوقع ، وذلك لسببين : انها لا تستطيع تحمل كلفة التورط في حرب اقليمية اوربية ليست بعيدة كلياً عن حدودها ، وقد تعيد حالة الصراع التاريخية لاوربا ، كما انها لا تستطيع الانخراط في مواجهة مع روسيا والصين في افريقيا !! التي بدأت في التمرّد على باريس .

* اين نحن كقارة وكمنطقة من هذه المتغيرات ، افريقيا في عين العاصفة ، فهي مخزن العالم ومنجمه الذي يتنافس الجميع عليه ، ربما تفكر الدول الغربية في نقل صراعها خارج اوربا كما حدث في مؤتمر برلين 1885، وتتوجه نحو افريقيا وحينها ستكون الدماء الافريقية خاصة جنوب الصحراء هي ثمن السلام الداخلي الاروبي !

* تنافس القوى العظمي على افريقيا سيهدد استقرار عدة دول اهمها السودان واثيوبيا وغرب افريقيا ، وافريقيا الوسطى والكونغو وموزمبيق ، ولذلك ستدعم الدول الاطراف الداخلية المتنافسة او المجموعات الطموحة ، التي تحقق لها مصالحها ، وهذا يعني احتمال اندلاع حروب اهلية طويلة في هذه الدول .

* لن تكون الممرات المائية والتجارية الكبرى بعيدة عن هذا الصراع ، ومن ثم فإن استقرار الدول المطلة على هذه الممرات محل شك .

* اذا اندلعت حرب واسعة ، تستهلك طاقات القوى المتنافسة ، حينها سيكون امام دول العالم الثالت..فرصة لمعالجة مشاكلها الداخلية تبعاً لميزان القوى الحقيقي ، والتحرك دونما تأثير من المُسعمِرات السابقة …

سناء حمد

Exit mobile version