الكيزان ..علامات السعادة وبشريات النصر والتوفيق الإلهي

لا نزكي على الله أحدا ، فالكيزان بشر من خلق الله يخطئون ويصببون كغيرهم ، ولكن نحسبهم من خير عباد الله الذين اختصهم الله بحمل أمانة الدعوة كغيرهم من الجماعات الإسلامية ، واختصهم الله بأنهم أصحاب مشروع رسالي عملي حركي يقوم على التطبيق والممارسة لتنزيل قيم الدين ومبادئه في الحياة بقدر المستطاع ..

تجربتهم فيها الصواب والخطأ مثلما يحدث في كل تاريخ المسلمين منذ العهد النبوي إلى أن تقوم الساعة.. والناس شهود الله في خلقه ، فكثير من رموز الإسلاميين والمحسوبين عليهم ؛ طالتهم سهام وابتلاءات التشهير الممنهج ، والاستهداف المنظم ، والاتهام بالباطل ، والانتقاص من قدرهم وتبخيس حقهم ، لكن إرادة الله دائما اقوى من كل متربص وحاسد وحاقد ، فما كان الله ليذر بعض عباده – الذين نحسبهم من الصالحين ، أن يذرهم هكذا ؛ ضحايا تنهش في سمعتهم ومكانتهم ألسنة الظالمين ، فالله يريد – احيانا – بالابتلاء تمحيصا لبعض عباده أو رفع بعضهم درجات في الدنيا والآخرة أو الاثنان معاً ..

أود الإشارة هنا إلى بعض تلك العلامات والبشريات ؛ علها تكون مواساة وبلسما وشفاء لصدور كثير من الذين أصابهم القرح من اخواني الكيزان .. وتكون تأييدا لأهل الحق من أبناء الشعب السوداني الذين ظل جزء كبير منهم وفيا للكيزان معترفاً بفضلهم ودورهم في خدمة الوطن وشعبه .. ولعلها تكون أملا لآخرين ما زالوا يرجون من الله نصرا وفتحا قريبا واجرا وثوابا في الآخرة على ما أصابهم من ابتلاء ..

واذكر اليكم بعض هذه الملامح :
∆ المشير سوار الذهب ، المنسوب للإسلاميين في السودان بمواقفه وصفاته وأعماله ، ذلك الرجل الأمة ، والرئيس الاستثنائي الذي لا يوجد له مثيل في كل العالم ( على الاقل في العصر الحديث ) من حيث الزهد والورع والوطنية وصدق الوفاء لشعبه ، والذي يحظى بالاحترام في السودان وخارجه ، الأمين العام لمنظمة الدعوة الإسلامية ؛ تلك المنطقة المعروفة ذات البصمات والانجازات العظيمة في مجال الدعوة والعمل الاسلامي في أفريقيا ، توفي في المملكة العربية السعودية فأكرمه الله بأن يدفن في مدينة رسول الله ﷺ في البقيع جوار الصحابة وهذا لا يلقاه الا ذو فضل عظيم ..

∆ ونفس الشيء حدث مع المهندس / الصافي جعفر ، الذي تناوشته سهام التشهير بالفساد لإحراق وتشويه صورته الزاهية ؛ وهو ذلك الرجل الذي عرفته المنابر ووسائل الإعلام بحب النبي ﷺ وتعليم سيرته العطرة للأجيال حبا واتباعا ، فأكرمه الله بأن يدفن في مدينة رسول الله ﷺ في البقيع جوار الصحابة وهذا فضل الله يؤتيه لمن يشاء من عباده ..

∆ الشيخ الزبير احمد الحسن ، أمين عام الحركة الإسلامية ، الذي تدهورت حالته الصحية في المعتقل وخرج منه للمستشفى ليموت سريعاً ، فأكرمه الله بأن خرج مئات الآلاف لتشييعه لتسد حشودهم الأفق دون سابق ترتيب أو إعلان أو حتى وقت كاف ليحضروا من أطراف الخرطوم دعك من خارجها ، انها علامة سعادة ان شاء الله لهذا الرجل الذي حفظ القرآن الكريم وعمل لخدمة الدعوة والعمل الاسلامي ..

∆ والرئيس عمر البشير ومن معه ، طالتهم اتهامات ارتكاب جرائم إبادة جماعية في دارفور ، جاءت تقارير الأمم المتحدة لتقول انه لا توجد إبادة جماعية ، وان جرائم القتل والاغتصاب في دارفور ارتكبت بواسطة الحركات المتمردة وبعض المجموعات القبيلة المسلحة .. وتأتي المحكمة الجنائية الدولية لتقول انه لا توجد أدلة كافية لمحاكمة الرئيس البشير ومن معه بالتهم المنسوبة إليهم ..

∆ ايضا كثير من المعتقلين السياسيين من قيادات وعضوية المؤتمر الوطني امثال بروف غدور وإخوته ؛ لا توجد تهم حقيقية بشأنهم وانما كان أغلبها تهم وبلاغات كيدية وأدلة مفبركة وغير كافية وغالبا ما سيعمل القضاء العادل على انصافهم وإطلاق سراحهم ..

∆ آخرين ايضا ممن استولت لجنة التمكين على أموالهم ظلما حكمت المحاكم مؤخرا على بعضهم بالبراءة وستأتي البقية تباعا أن شاء الله ، ولا مانع لدينا أن ثبتت التهمة على اي فاسد أن ينال عقابه بالقانون فنحن مع الحق لنا أو علينا ..

∆ وهاهو مولانا / احمد هارون ، خرجت جماهير مدينة الأبيض تهتف باسمه ، وتعض اصابع الندم على فقدان جهوده الاستثنائية في مشروع نهضة ولاية شمال كردفان ..
∆ ومن قبله حدث نفس الشيء في شرق السودان تجاه المهندس ( محمد طاهر ايلا الذي انصفه بعض مواطني الولاية ، الذين اعترفوا بفضله في الارتقاء بالولاية والخدمات فيها وجعلها ولاية متحضرة قبلة للسياحة والاستثمار والجمال والتنمية ..

∆ وهناك نماذج أخرى من كفاءات الكيزان الذين تم فصلهم ظلما من وظائفهم في المؤسسات الحكومية ، وكانت البلد في أشد الحاجة إلى خبرتهم ؛ فانهارت بعض المؤسسات وتوقف العمل في بعضها ، وهاجر بعضهم للبحث عن رزقه في دول اخرى بينما بقي البعض الآخر يعمل في القطاع الخاص او بدون عمل .. وبفضل الله أنصف القضاء كثير منهم ليعودوا ويولصلوا مسيرة البناء الوطني بتجرد ونكران ذات ..

∆ والقائمة تطول .. بمواقف وشواهد كثيرة لرموز الإسلاميين وشبابهم ، منهم الذين قضوا نحبهم .. ومنهم الذين ما زالوا ينتظروا وما بدلوا تبديلا ..

د. عبد المحمود النور

Exit mobile version