(مسلسل ترنيمة الحب والثورة) يوثق لثورة ديسمبر حتى سقوط البشير

( اخيرا” .. ترنيمة الحب و الثورة )
ديباجة :
(عندما خصص تلفزيون السودان مساحة لشريحة المعاقين لم يفكر العالم وقتها بتخصيص باركنج لسياراتهم )
ظل الجميع يقدم مبادرة تلو الأخرى لمعالجة مشاكل المدارس و التعليم في بلادنا و جميعها كانت متواضعة و خجولة حتى خرج علينا الفنان الجميل طارق الأمين مع اصدقاءه الدراميين بمبادرة ( عديل المدارس ) التي حققت نجاح غير مسبوق و كلمة السر في ذلك هي ( الدراما) .
فدائما” ما كنت ادعوا للإهتمام و الدعم الشعبي قبل الرسمي للنهوض بالدراما السودانية لإيماني التام بأن للدراما فعل السحر في معالجة قضايانا بمختلف انواعها و لدورها العظيم في توعية المجتمع و تثقيفه سياسيا” و أمنيا” فبالدراما وحدها يمكننا ردم الهوة بين الشعب و جيشه و شرطته و قبائله و بالدراما وحدها نستطيع ان نوثق للعظماء من قادة الفكر و الادب و العلوم و الفنون في بلادنا .. فمهما” كتب الناس عن عظمة الازهري و المحجوب و عن اكتوبر و ابريل فلن يعرف الناس عنهم شئ إلا بقوة الدراما وحدها .
كلما تذكرت و تمعنت في حياة و شخصية الراحل محجوب عبد الحفيظ صاحب برنامج الصلات الطيبة اجد نفسي متحسرا” على بلادنا التي اهملت التوثيق لأبناءها العظماء .. نحتاج لصناعة مسلسلات توثق لنا ولأجيالنا القادمة تاريخ و عظمة الكابلي و خضر بشير و وردي و كروما و الحوت.. نحتاج لافلام توثق لمجاذر الجزيرة ابا و ود نوباي و عنبر جودة و دار الضيافة و ميدان الإعتصام .. نحتاج لافلام توثق لتهجير الحلفاويين و المناصير و النازحين في دارفور .
اليوم تلقيت رسالة من صديقي المخرج محمد الطريفي يخبرني فيها بان مسلسل ( ترنيمة الحب و الثورة ) اكتمل و قد يتم عرضه في شهر رمضان القادم .. هذا المسلسل الذي يوثق لثورة ديسمبر حتى سقوط البشير كان لي شرف متابعة ميلاد فكرته و رحلة تصويره .. كنت متحفظا” على الكثير من احداثه لكن هذا لم يمنعني من ان اكون مشجعا” للفكرة لقناعتي باهمية الدراما حتى لو كانت توثق من منظور واحد فحتما” سيتشجع الآخرين و يصنعوا اعملا” توثق من منظور آخر و مختلف .. لقد سعى الاخ محمد الطريفي مخرج و مؤلف العمل و لم يدخر جهدا” او مالا” في سبيل خروج هذا العمل الكبير و المتفرد فقد واجه الكثير من الصعاب و المعوقات إلا أن لانت كلها أمام عزيمته و إصراره و حبه لعمله.. التحية و التقدير له و لجميع فريق العمل و لكل من ساهم فيه .

نزار العقيلي

Exit mobile version