جعفر عباس يكتب.. أسئلة للنساء فقط

جيّان البيلسان
(وجهت قبل أيام قليلة أسئلة الى الرجال ليحددوا “ما إذا كان العمل أفضل من الزوجة”، وبعدها وصلتني رسالة من جيان البيلساني، تمثل هجمة مرتدة على الرجال، واعتذر للاختصاري بعض محتوى النص الذي أرسلته لأنني أعرف ان جماهير فيسبوك لا يتحلون بطول البال):
أيتها المرأة لقد انتهى زمن الغتغتة والدسيس، ورحل يوم فالنتاين بمن أغلق هاتفه وبمَن عمل فيها أمه عيانة وبمَن أرسل وردة أو قفة فرح، فحددي موقفكِ واسألي نفسكِ: أيهما أخف على قلبك كامرأة، العمل أم بيت الزوج؟ العمل يوفر لك المال وسببًا للخروج من الإقامة الجبرية “البيت”، لكن لا فائدة حقيقيّة ترجى من ذلك المال حينما تضطرين لإنفاقه على كيلواطات الكهرباء التي ارتفعت تسعيرتها و”واطتنا أصبحت” بسببها، أو على دروس العصر لطلاب الصف الثامن، أو على شراء الملايات بالأقساط حتى لا تعطي للعامة والخاصة والشنّافين والحشريين “كشف حال” مجّاني بحالتكم المادية. وتقاس الحالة الماديّة في السودان بثلاث: ملاءات الأسرّة وصواني الشاي ونضارة وجه المرأة.
هل تعلم عزيزي الرجل أنّ المرأة تتخلّى عن حقها عليك في الزينة وتحمل عنك هذا العبء الذي يثقل الكواهل ويفلس الجيوب فقط من أجل عينيك؟ لكن متى ما أشركتَ عيونًا أخرى في حياتكما (زوجة أخرى) سقط هذا الإعفاء، وكتبتَ بذلك على نفسك الشقاء وقيل لك “تستاهل” ولا عزاء. في مكان العمل تستطيع المرأة أن تقطّب حاجبيها تجاه مَن وما لا يعجبها، لكن إن جرّبت ذلك في البيت يتم وصفها بالنكديّة وتُهدّد بعقوبة الإقصاء الزوجي و”هسي بطلع أخلي ليكم البيت دا“. أمّا إن جربت عقد الحاجبين أمام أهل الزوج فإنّ كلّ علامات الساعة الصغرى وربما الكبرى ستشاهد في بيتها الذي يسمى عند نسابتها “بيت أخونا”، قد تشتكي في العمل من مشاكل البيت، وتجد كامل التعاطف من زميلات العمل. أمّا إن جرّبت العكس أن تشتكي من مشاكل العمل في البيت فتعاطف الزوج يكون عن طريق ”قلت ليك الشغل دا خليه، براك مصرّة عليه“ وإذا سألته عن نفقات الكماليات الضرورية الثلاث في حالة تركها للعمل يأتيها الرد غاضبًا ”يعني أنا أتقطع ليكم ولا أشتغل حرامي”
قد يرضى مدير العمل ويكافئك بعلاوة على جهودك، أمّا الزوج فرضاه يكون بالإحالة إلى المعاش والاستغناء عن الخدمات مع علاوة لقب الزوجة الأولى. وفي العمل ثمّة تعويض عن إصابات العمل، أما في الزواج فعلى الزوجة أن تتحمّل أضرار الإنجاب: هشاشة العظام فقر الدم تشوهات جسدية آثار الجراحة القيصرية التي قد يصحبها فتاق بعد عدة سنوات يحتاج إلى إجراء جراحةٍ أخرى. وعندما تنجب المرأة “العاملة” تمنحها الدولة الحق في ساعة الرضاعة فتعفيها من القدوم المبكر وتتغاضى عن مغادرتها المبكرة، أمّا في البيت فالزوج لا يعفي الحامل ولا المرضع من تحضير الشاي أو سندة الصباح أو البحث عن قميصه الأزرق (لماذا دائمًا القميص المفقود أزرق اللون والجورب المفقود بنّي اللون؟ هذا سر لم تتوصل إلى حله الزوجات). والإجازة الوحيدة التي تنالها الزوجة هي إجازة الوضوع فتهرب إلى بيت أمها التي في الغالب كما قال جعفر عباس ”لن ترضى عنك“ (لأنك أصلًا شايل ذنب كل الرجال المقصرين ومقصر إنت ذاتك في حق بنتي بس الله غالب)، فيتغاضى الزوج عن اقتلاع الزوجة لهذه العطلة درءًا للمفاسد.
في العمل تعطى المرأة لقبًا لطيفًا على غرار اسمها، كاسم سمسم أو ميسو إن كان اسمها مثلًا ميسون، فإن كبرت في السن أو المكانة تسمى أستاذة ميسون توقيرًا لها، في البيت تسمى الزوجة (الأولاد) صغيرة كانت أم كبيرة، أنجبت أم لم تنجب، أو “الجماعة”، وعند الغضب تسمى (وليّة) أو (يا مرة هوي)، وما أن تصل الأربعين يصير اسمها (حاجة) .وما أن تصير حاجّة حتى يعلن عن الحاجة إلى مَن تشغل وظيفة زوجة إن سمح الجيب بذلك.
فيا معشر النساء هل يستحق الزواج كل هذا العنت؟
هذا المقال سيعرضني لهجمة شرسة من جعفر عباس ومن أولئك الذين يقولون بأنهم قوامون على النساء (وهم المواصلات ما بقيفوا فيها).
الله يصلح حالكم يا الرجال، ويكتب لينا الجنة
(تعليقي الوحيد ان الكاتبة اسمها جيان البيلسان/ البيلساني.. البي شنو؟ لساني .. اللهم احفظ لها صحتها وقلمها البديع، واحفظنا من لسانها)

جعفر عباس

Exit mobile version