مأساة الخدمات الصحية في السودان

زادت وزارة الصحة الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية، وتحولت الخدمة المجانية وشبه المجانية في العهد السابق إلى مغالاة بلا سقف وبلا رحمة بمواطن، يضاف ذلك مع زيادة أسعار الدواء…

تم زادت الولادة الطبيعية من ٦٠٠ جنيه إلى ١٠ الف جنيه، و القيصرية من ٥ الف جنيه إلى ٣٠ الف جنيه والمقابلات بالعيادات المحولة من ١٥٠ جنيه إلى ٥ الف جنيه، والعمليات الصغيرة والطؤاري من مجانية إلى ٣٠ الف جنيه..

د. على شاكر مدير مستشفى إبراهيم مالك، أصدر بياناً أرجأ فيه تطبيق هذه الرسوم المجانية للحس الإنساني، ومن الغريب أن لجنة الأطباء المركزية قد انتقدت ذات الزيادة وهي ذات المنصة النقابية التي صمتت على إنهيار الصحة وإنعدام الأدوية لدرجة إجراء عمليات جراحية دون بنج وإغلاق مستشفيات ولادة لعدم وجود مستلزمات طبية، إن إستغلال صحة المواطن في المعارك السياسية أمر مخجل ويجافي السلوك والحس الإنساني السليم..

والحكومة ذات الشعار التصحيحي تسير في إتجاه تعميق الفجوة مع المواطن وزيادة الضغط عليه ونزع كل شعرة بين الحكومة والمواطن..

فإما ان وزارة الصحة تمارس دوراً في إثارة الضجر بين المواطنين وتوسيع الشقة مع الحكومة الراهنة، أو أن الحكومة اختارت ان تملأ خزائنها من معاناة المواطن وهو في أضعف حالاته من الوهن والضعف.. فالوزارة التي لم تتقاغس عن التعيينات والتعاقدات، تزيد كل يوم في الرسوم.. وتناست قرارات سابقة بمجانية الطؤاري وأمراض القلب والسكري وغسيل الكلى والولادة والأطفال دون الخامسة.. وأصبحت أقرب للجباية..

و معلوم ان الذين يبحثون عن خدمة المستشفيات الحكومية هم ضعاف الناس، أو وأهل الريف، أو حالة ضرورة طارئة، ومن أشد إضطراراً من ولادة قيصرية تحفظ حياة أكثر من روح..

لعل مجلس السيادة الإنتقالي يكلف بعض وقته لأمر الصحة والتطبيب، فهذه المأساة بلغت حداً يصعب قبوله، وحسبنا الله ونعم الوكيل..

د. إبراهيم الصديق على
١٩ فبراير ٢٠٢٢م

Exit mobile version