استضاف تلفزيون السودان، الفريق اول عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة مساء السبت 12/ 2/ 2022م، حول الراهن السياسي في السودان.
أولاً كانت الأسئلة استعراضية وتجريمية ومفخخة.
ثانياً كانت إجابات الرئيس البرهان واضحة وشفافة ولَم يتردد في الإجابة عن أي سؤال.
ثالثاً أراد مقدم البرنامج استخلاص اكبر قدر من الإجابات لصالح قحت، وخاصة عن لجنة التمكين وعن ما بعد 25 أكتوبر، وكذلك اتهامات كثيرة للبرهان منها قبض بعض أعضاء لجنة التمكين وتسليم السُّلطة للمدنيين، بل البحث عن خلاف بين القوات المسلحة والدعم السريع، وعودة بعض من رموز النظام السابق الى بعض مواقع في الدولة بعد 25 اكتوبر وغير ذلك.
ولكن البرهان كان راكزاً جداً، أجاب على كل الأسئلة بدقة ووضوح وغطى كل ما جاء في المقابلة.
وقال البرهان بالنسبة الى ان 25 اكتوبر كانت ثورة تصحيحية وليست انقلاباً بعد وصول البلاد الى مرحلة الانفراط الأمني، وأكد البرهان أنّ الجيش لا يرغب في الحكم ولكن يسعى لاستقرار البلاد، وكذلك لا يريد تسليم السلطة للمدنيين إلا عبر أمرين:
وفاق وطني أو انتخابات ولو رئاسية.
كما أكد البرهان انه مع لجان المقاومة غير المسيسة، وكذلك التي ليس لها ارتباطات مع الدوائر الخارجية.
وأكد انّ قحت تود أن تنفرد بالسلطة وتستحوذ عليها دون مسوغ، أي عبر الشرعية الثورية دون الذهاب الى شرعية صندوق الانتخابات، وترفض أن تُدار البلاد عبر حكومة كفاءات وطنية مستقلة!
كما أجاب البرهان عن الشباب الذين يُقتلون في المظاهرات، وقال إن هنالك طرفاً ثالثاً لديه مصلحة في ذلك، ولكن هو يطلب من السلطات الأمنية تحديد الجهات التي تقتل المتظاهرين، كما أكد مسؤوليته حال أنه أصدر الأوامر بقتل المتظاهرين.
وأكد البرهان أن الجيش لا يود أن يحكم، ولكن يود فترة انتقالية مستقرة وتسليم السلطة لحكومة مُنتخبة من الشعب. لاحظت أن البرهان كان ثابتاً جداً وواثقاً من نفسه، وأيضاً قفل الطريق على فولكر، وأكد أن دوره مُسهِّل فقط، وكذلك أكد أن فولكر انحرف عن مهامه واتجه الى السياسة، وكذلك اتّضح أن فولكر غير مُحايد ويساند أطرافاً على أخرى.
أعتقد ان البرهان وضع قحت في ركن قصي حرج، ورمي الكرة في مرماها وجعلها تختار بين الكنكشة في السلطة والانفتاح نحو الآخرين للوصول الى وفاق وطني لا يستثني احداً. وأكد البرهان أنه لن يُخضع لأي تهديد من أي جهة خارجية، ولكن لا مانع عنده من الحلول الوطنية وهو مع المبادرات الوطنية.
أعتقد أن البرهان كسب الرهان بامتياز، وتخطى كل الألغام التي وضعها لقمان ومن وراءه في طريق البرهان، وأفرغ كل البالونات التي وضعها لقمان! واستفاد البرهان جداً من هذه المقابلة، وقام بإقناع عدد كبير من السودانيين أن الجيش يعمل بجد نحو التحول الديمقراطي، وأن قحت ومن شايعها تصر على الانفراد بالسلطة في ظل وضع انتقالي. أعتقد أن المقابلة كانت لصالح البرهان تماماً .
عليه، اعتقد أننا أمام أمرين لتخلي الجيش عن السلطة، وفاق وطني أو الذهاب إلى الانتخابات.!
صحيفة الصيحة