فلماذا شوارعنا وسخة؟ هل نحن (وسخين) بطبيعتنا أو همج كما يقول بعضنا؟ وإذا كان اغلبنا يعرف أن توسيخ المكان العام خطأ لماذا نلتزم بها في بلدان الخارج ولا نلتزم بها في بلدنا؟. ثم أليس في الإسلام حث على إماطة الأذى عن الطريق نحتاج إلى رفع مستوى الحسّ العام لدى انسان الوطن، كي يعتني بنظافة ذلك الوطن ويحترم عامل تنظيفاته!
أذكر قصّة قرأتها مرّة . قصّة ذات مغزى عميق تقول:
اختلفت أعضاء الجسم الواحد فيما بينها، كلّ عضو يدّعي أنّه الأهمّ.
صاحت العين: أنا التي تبصر كل شيء ولولاي لأصبحت حياتكم ظلاما!
اعترضت اليدّ: أنا أقوم بكلّ عمل تحتاجون اليه، ولولاي لعجزتم عن انجاز أيّ شيء.
فردّ الفمّ: أنا الذي أمضغ الطعام وأزوّد به الجسم، ولو لم أتفضّل عليكم بعملي هذا لكان الموت نصيبكم!
ثار الدماغ غضبا: يبدو أنكم جميعا قد نسيتم أو تناسيتم أنني الآمر الناهي، ولولاي لم استطاع أحد منكم أن يقوم بوظيفته!
كانت الشرج تصغي إلى جدلهم وانتظرت بصبر حتى جاء دورها: ولكنني أنا الذي أقوم بأهم الأدوار، ولولاي لقتلتكم فضلاتكم وسمومكم!
غرق الجميع في نوبة ضحك مستهزئين، صائحين: اخرسي أيّتها الحمقاء! لقد أعمتنا رائحتك!
حزنت الشرج وقررت أن تلقّنهم درسا لن ينسوه.
شدّت حزامها وتوقّفت عن عمليّات الصرف التي كانت في العادة تقوم بها.
وما هي إلاّ ساعات معدودات حتى خارت قوى الجسم وأشرف على الهلاك، فصاحت أعضائه مستجيرة: نتوسّل اليك أيتها العزيزة أن تتوقّفي عن الإضراب وتعودي إلى عملك المشرّف، فلولاك لن يكتب لأحد فينا الحياة!
بهذه القصص يزرعون الحسّ العام في نفوس أولادهم، نتمنا أن نزرعه هذا الحس في نفوس الأجيال!القادمه
متى ننتبه أن جسدنا قد أشرف على الهلاك فنصيح جميعنا: لكلّ واحد فينا اعتبار!
متى يدرك رئيس الأطباء في كلّ مشفى من مشافينا أنّه ليس أهمّ من عامل التنظيفات! ان طبقية المهن تضع مهنة النظافة في اسفل الهرم الاجتماعي، لهذا فمهنة التنظيف معيبة وعار حين يمارسها الرجال لأنها لا تليق بهم والمنظف الذي يعمل في الصحه يتلثم لإخفاء وجهه خجلا حتى لا يتعرف إليه احد فيعيره بها ويشتمه بال(كناس)
صحيفة الانتباهة