الغالي شقيفات يكتب : مياه جنوب دارفور

أحدث تعطُّل وابور سحب المياه من البئر الوحيدة بمنطقة أبو جميعة التابعة لوحدة ود هجام الإدارية بمحلية الردوم بولاية جنوب دارفور، واقعاً مريراً لأهل المنطقة الذين عانوا من الحصول على المياه أمس الأول الخميس، وتُجرى المُحاولات لصيانته في ترقب وانتظار كبير للمواطنين بالبئر علّها تفلح عملية الصيانة التي ترفع عنهم مُعاناة البحث عن استجلاب المياه من مناطق مجاورة تستغرق ساعتين سيراً على الأقدام.

ووقفت (الصيحة) على حال المواطنين المُنتظرين ونجاح عملية الصيانة للوابور الذي يسحب المياه من الطلمبة الغاطسة ليتمكّنوا من الحصول على المياه، سيّما وأن البئر هي مصدر المياه الوحيد بالمنطقة. ولاحظت الصحيفة بأن الوابور متهالكٌ وأجريت له العديد من الصيانات من قبل وربما لم يصمد طويلاً.

وتُعاني العديد من مناطق محلية الردوم أزمة حادة في مياه الشرب، خاصّةً في فترات الصيف التي يواجه فيها المواطنون معاناة بالغة التعقيد. هذا الخبر أورده مراسل الصحيفة بولاية جنوب دارفور الزميل حسن حامد، وكذلك من قبل أورد الزميل عز الدين دهب قصة الفتاة التي ماتت عطشاً في القرن الواحد وعشرين.. وأزمة مياه الشرب متجذرة في ولاية جنوب دارفور، رغم أنها من المناطق الممطرة وبها وديان كبيرة وحوض البقارة الذي تصرّف بعض قادة النظام البائد في أصوله وممتلكاته وحكومة جنوب دارفور التي لا يهمها أمر المواطن لم ولن تتحدث قط في أمر المياه!

ومنطقة الردوم التي أوردها الزميل حسن حامد، ومنطقة التومات وما حولها التي أوردها الزميل عز الدين دهب نواحي تلس بالقرب من قوز دنقو الذي شهد معارك مشهودة، نأمل أن تولي الحكومة مسألة المياه اهتمام كبير.

وقد أعلنت الحكومة عدة مرات، بدء العمل في حوض البقارة، ومنها الشركة الصينية وحفر آبار مع المنظمة البريطانية وبرامج الأمم المتحدة. وصدق الوالي السابق مهدي موسى إسحق عندما قال إن مشروع حوض البقارة يتيم، في إشارة إلى عدم الاهتمام الحكومي به.

وفي الختام التحية للزميلين حسن حامد وعز الدين دهب لاهتمامهما بمُعاناة المواطنين في تلك المناطق النائية البعيدة والغنية بمواردها الطبيعية والبشرية. وجنوب دارفور ولاية غنية وكما يطلق عليها الزميل محجوب حسون عاشق نيالا كلفورنيا السودان.

ومطلوبٌ من وزير المالية جبريل إبراهيم، زيارة تلك البقاع ليقف ميدانياً على المعُاناة ويفرج عن أموال حوض البقارة ومنها يرفع الفاتحة لشهداء المعارك من كل الأطراف.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version