* الوطن ينتحب..
* ينتحب لسقوط الشهداء، وجرحى في كل موكب..
* ينتحب مما يجري في المشهد السياسي من النخب السياسية والأحزاب والحركات المسلحة وتجمع المهنيين والحرية والتغيير والإدارات الأهلية والطوائف والعصبيات.. إلخ.
* الوطن ينتحب لأن كل يتربص بالآخر ويتحفز للانقضاض عليه..
* حالة استقطاب حاد.. واتهامات وتراشقات..
* حدث شرخ عميق بين جميع من يمثلون مشهدنا السياسي..
* وكأن عقد أمتنا قد انفرط بعد الثورة..
* بعد أن كان الشعار الأثير فيها (حرية/ سلام/ وعدالة)..
* واللآن: لا حرية ولا سلام ولا عدالة!!
* والفضاء السياسي اللآن يحمل نذر أزمة شديدة التعقيد..
* مما يقتضي من الجميع ضرورة التوافق حتى يمر الوطن من عنق الزجاجة الذي دخل فيه..
* توافق بين الأطراف التي تناهض تلك القوى الشيطانية التي خذلت الثورة وهم الذين يمكن أن نطلق عليهم: (المتوحشون الجدد)!
* والمجتمع الدولي زاد قتامة المشهد..
* لن تكون هنالك حلول سحرية أو معجزات..
* ليست أمام كل الأطراف إلا أن تعلى مصالح الوطن على مصالحها الخاصة..
* وأن تقوم الأطراف الفاعلة في مشهدنا السياسي المأزوم بنبذ الفرقة وتكوين جبهة عريضة وبأسرع ما يمكن وبعيداً عن المماحكات..
* فلتؤجل الأحزاب تصفية حساباتها، كل مع اللآخر إلى أن يجئ موعد الانتخابات وحينها (الحشاش يملأ شبكته)..
* لسنا مع الانصهار الكلي أو (غواية) الذوبان في الحشد.. ولكن.
* شق الصف الوطني الآن.. الآن.. لا يعود على الثورة إلا بالشر المستطير، بل هي تفاهة الشر..
* هذا الشق هو الرهان الخاسر لوطن يقدم فيه شبابه أعز ما يملك.
* كما أننا ضد شيطنة الحرية والتغيير بالرغم من المآخذ عليها..
* نعم إن الشارع الآن هو الذي يحمي ظهر الثورة من السقوط..
* ولكن هذا الشارع في حاجة أيضاً لسياسيين، لهم وعي سياسي مستنير، يشكلون قيادة موحدة، تكمل ما تبقى من المرحلة الانتقالية، أياً كانت فترتها الزمنية، عام أو عامين أو ثلاثة..
* إن القيادة المستنيرة التي تتحلى بالحكمة هي التي ستنقذ هذا الوطن من المتاهة التي دخل فيها وتقيل عثرته..
* قيادة يأتي بها وفاق وطني جامع يشد بعضه بعضاً.
* نعم.. نحن مع تصعيد التفاؤل الثوري..
* بيد أن هذا التفاؤل يحتاج إلى قوة موحدة..
* فالراهن الآن بما فيه من تشرذم وتشظٍ..
* ينم عن غياب الحس الوطني وعدم القدرة على تحمل المسؤولية..
* ولا نملك إلا أن نشعر بالأسى على حال وطن يسير نحو التمزق..
* مع أجواء القمع والتواطؤ والخيانة..
* والأسئلة تَتْرى حول الحرية وجدوى التضحيات..
* إنه (مذاق الحرية المرير)، وتلك عبارة اقتبسناها من عنوان رواية..
* جميعنا لديه وعي بأن السياسة فن الممكن لما قد يبدو أنه مستحيل..
* فلنحقق هذا الممكن الآن.. الآن..
* وليس هذا الشرط أن يكون الطريق المستقيم هو أقرب الطرق للوصول إلى الهدف!!
* من ثم ستكون البداية لثورة أخرى أكبر وأقوى..
* حتى لا نقول: الكل خذل الثوار الذين أجمل ما فيهم هو النقاء الثوري..
نبيل غالي
صحيفة اليوم التالي