جعفر عباس يكتب.. دروس النضال من تروس الشمال
شبع شمال السودان مهد أقدم حضارات الأرض إهمالا من الحكومات المتعاقبة، ثم بلغ الازدراء بأهل الشمال ذروته بعد انفراد عصبة إجرامية بأمور الحكم في البلاد منذ 25 أكتوبر الماضي، وتقريرها رفع رسوم خدمات الكهرباء فلكيا، بحيث يصبح استخدامها في قطاع الزراعة عديم الجدوى، مما عنى قتل المشاريع الزراعية في الشمال، وبالتالي قتل أهل الشمال الذين ظلوا يتخذون من الزراعة حرفة لأكل العيش منذ آلاف السنين، ومرد هذا الاستخفاف هو أن أهل الشمال مسالمون ولم يرفعوا سلاحا قط رفضا للتهميش، أو لابتزاز الحكام وانتزاع حقوق، (وعندما احتجوا على تسعيرة الكهرباء القاتلة تلك وشيدوا التروس على طريق شريان الشمال رفضا لها، قال فكي جبرين أحد أذرع الانقلاب الأخير مستخفا بهم، إنهم “عاملين دوشة”، ولما أحس أن الدوشة تحولت الى ورشة نضالية حاول ان يلحس كلامه)
وها هم اهل الشمال اليوم يثبتون ان النضال السلمي سلاح أمضى من البندقية، والتروس المشادة الآن في طريق شريان الشمال شاهدة على ذلك، وأصلا قام هذا الطريق بجهد وعرق ومال أهل الشمال، ولكن لصوص السلطة حولوه الى جرح ينزف عبره الاقتصاد السوداني، وقد كشف فرسان التروس كيف تتم سرقة خيرات بلادنا على عينك يا تاجر من قبل حفنة من الانتهازيين، وهنا لابد من التنويه بأن السرقة لا تتم بواسطة المصريين، فدورهم يقتصر على استلام ما هو مسروق، فاللص والخائن الحقيقي هو الطرف السوداني الذي يبيع منتوج بلادنا الزراعي والحيواني للمصريين بثمن بخس دون التقيد بضوابط التصدير
تروس الشمال خطوة نضالية متقدمة في معركة استرداد الوطن وصون كرامته وحقوقه، يخوضها حراس بوابة البلاد الشمالية لمنع اتخاذها قناة لنزف موارد البلاد لصالح مافيا بلا ضمير، وما يؤكد ذلك هو أن الأصوات التي ترتفع رافضة لها تأتي من حناجر الانتهازيين وعصبة القصر الاجرامية، ومن عجب أن برطم ربيب المجرم معمر القذافي، والذي حاول التسلق على أكتاف أهل الشمال منذ سقوط دولة الكيزان، والذي بارك خنق محمد الأمين ترك وأفراد قبيلته لاقتصاد السودان، مما تسبب في خسارة أكثر من مليارين من الدولارات، وتحويل حركة البضائع من بورتسودان الى ميناء عين السخنة المصري، ومطالبة تسع شركات ملاحة بحرية بتعويضات تناهز 60 مليون دولار هي خسائرها من إغلاق ميناء بورتسودان، هذا البرطم اليوم “يلطم” ويرفض تروس الشمال ويقول ان مطالبهم بإلغاء الزيادة في أسعار الكهرباء ومنحهم نصيبهم من كهرباء إقليمهم ومناجم ذهبهم، وضبط حركة الصادر والوارد كلها مطالب سياسية (تعساً له)
ويتجلى السلوك المتحضر لورثة حضارة نبتة- كرمة في المعاملة الإنسانية الراقية التي يلقاها السائقون المصريون المحتجزة شاحناتهم عند التروس، وبقاء البضائع التي يحملونها في الحفظ والصون، فهكذا يتصرف من يحملون جينات بعانخي الذي منع جنوده من المساس بأسرى الحروب، وتهارقا الذي حمى أورشليم من الغزاة الأشوريين فاستحق الذكر في التوراة والانجيل، ومن عجب ان البرهان وحميدتي وبرطم يسعون لرهن وطن تهارقا للصهاينة الذين يدنسون أورشليم (القدس)
والمتاريس ستبقى شامخات في بلادي/ والمتاريسُ ضلوعُ الثائرين/ والمتاريسُ حِدَاءٌ الثائرات/ وستبقى شامخاتٍ في بلادي/ تكتُمٌ الأنفاسَ في صدرِ الأعادي
جعفر عباس
ما عندنا مشكلة طالبوا وترسوا لكن ما يسرقوها منكم البعثيين والشيوعيين والقحاطة وتبقى حاجة تانية، ومادام بتحب التروس سألتا الله يترسوا شارع بيتك في الدوحة عاصمة قطر وقدام مكتبك في قناة الخنزيرة وتعدم حق الطعمية.
للأسف الشديد البعض من أمثالك العاملين فيها أدبيين و صحفيين كلامكم كتير و شغلكم قليل و إنت بالذات عنصري نعم تهارقا و بعانخي صنعوا التاريخ و إنتوا فصاحتكم بس ف صنع الزلابية تسكتوا بس ! ! !
هذا الكاتب الضلالي كان سمنة على عسل مع الكيزان وفجأة ركب سفينة نوح و انقلب مناضل بقدرة قادر.