السودان هو ذلك القطر حيث المساحة الشاسعة والأراضي البكرة عالية الخصوبة وصالحة للزراعة بشقيها البستاني والحقلي و لاتحتاج لاصلاح زراعي كما يتطلب ذلك في مصر وبجانب ذلك أمطار ومياه جوفية و انهار عذبة لاتحتاج لتحلية كما تتطلب المياه في دول الجوار وتكلفَها مبالغ طائلة وكل ذلك من نعم الله و بجانب ذلك ثروة غابية تزخر باشجار الهشاب وهي تنتج الصمغ العربي المرغوب عالمياً من واقع دخوله في الصناعات الدوائية والغذائية و بجانب ذلك جبال شاهقة تجود بشتي أنواع المعادن كالذهب واليورانيوم وخلافه وثروة حيوانية تقدر ب105 مليون رأس إضافة لمنتجات حقلية وبستانية كالقطن والسمسم والذره وخلافه وفوق كل هذا وذاك السودان يعاني تدهورا اقتصاديا غير مسبوق ويحتل مؤخرة قائمة الدول الأكثر فقرا في العالم وكل ذلك بفعل الحكومات المتعاقبة والتي كانت وماذالت خصما على مستقبل وتطور البلاد وهي تفتقر للبرنامج الرشيد والاستراتيجية السليمة في إدارة الدولة
فنجد ثرواتنا الطبيعية تصدر بواسطة دول الجوار لقارة اوربا باعتبارها هي المنتجة وهي تضفي عليها قليلا من اللمسات و التحويلات البسيطة وتصدر لتباع بأغلى الأثمان وعلى سبيل المثال لا الحصر التبلدي والصمغ العربي
ولا ننسي الثروة الحيوانية التي تباع لمصر بالعملة المحلية حية وانشأت مصر لها اكبرمسلخ في أسوان من أجل تصدير اللحوم المصنعة وهذا يؤكد تغطيتها للاستهلاك المحلي وجنوحها للصادر وهي بذلك تحقق عملة صعبة للدولة المصرية ونلاحظ الشاحنات المصرية تجوب الوطن وسطا شرقا وغربا ولا رقيب أو حسيب مع العلم ان الشاحنات السودانية غير مسموح لها بتجاوز البوابة المصرية
و كيف لاقتصادنا أن يتعافى وتذهب ثرواتنا العظيمة ممثلة في الثروة الحيوانية بالمجان مقابل شكولاتات و جبس بطاطس وخلافه
وعليه لا اعتراض على تجارة الحدود بين دول الجوار لكن لابد من تقنينها حتى يعود النفع للدولتين من خلال البنوك المركزية والتعامل بالعملة الصعبة لا العملة المحلية
كذلك لابد من ضبط تهريب الذهب لرفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة
والسودان غني بموارده ولو احسنا استغلالها وتوظيفها بصورة جيدة باخضاع منتجاتنا لصناعات تحويلية وكذلك إيقاف فوضى تجارة الحدود لتغير الحال تماما من الأسوأ الي الافضل
ونسأل الله صلاح الحال
قسم بشير محمد الحسن
صحيفة الانتباهة