بالنسبة لي لم تعد مسألة التتريس مرتبطة باحتجاجات محددة أتعاطف معها على تسعيرة الكهرباء ومطلوبات أخرى ملموسة ، بل توسعت لمحاولة قطع التبادل التجاري بين السودان ومحيطه العربي.
مصر تورد للسودان احتياجاته من المواد الخام للصناعات المعدنية مثل مصانع حديد التسليح ولا ينافسها في ذلك سوى تركيا وأوكرانيا ، وتورد الكثير من مدخلات صناعات الكوابل والأسلاك الكهربائية وتورد المواد الخام لمصانع البلاستيك ومواسير ال PVC وربما لا تنافسها سوى سابك السعودية وتورد أنواعا لا تعد ولا تحصى من قطع غيار الآليات ومستلزمات الورش وغالب هذه التجارة تجارة شنطة يقوم فيها صغار التجار السودانيين بشرائها بالجنيهات المصرية وحملها معهم كتجارة شنطة بدون اعتمادات ولا يحزنون مستفيدين في ذلك من الفرص التجارية الواسعة التي وفرها لهم الخط البري الممتد من سوق ليبيا غرب أم درمان حتى القاهرة.
لماذا لا أحد يتكلم عن الاستنزاف لمواردنا وموادنا التموينية عبر التهريب لأثيوبيا واريتريا وتشاد وافريقيا الوسطى والكميرون وجنوب السودان ؟
أهلي في الشمال .. لا تسمحوا لهم باختطافكم …. ضدكم.
كمال حامد