رسالة مفتوحة لتروس الشمال

بداية أحييكم على هذا الموقف البطولي وانتم تسطرون تاريخيا جديدا وتلقمون إعداء الشمال حجرا إثر حجر حتى يعلموا ان مارد الشمال قد خرج من قمقمه فلا مكان بعد اليوم لانصاف الحلول ولا مجال لمعسول الكلام والقرارات التى لا تسوى الحبر الذي كتب به .

فمهما تطاول علينا جبريل ورهطه فنحن باقون في الأرض التي أنجبت بعانخي وترهاقا فأجدادنا هم بناة أعظم حضارة شهدتها البشرية على مر تاريخها .

ورغم عدالة المطالب المرفوعة من تروس الشمال إلا أن هناك مطلب لابد من الوقوف عنده ومراجعته وتصحيحه وهو المطلب الخاص بمنح الولاية الشمالية نصيبها من عائدات تعدين الذهب .

فالمطلب الصحيح ليس المطالبة بنصيب الولاية بل وقف التعدين بشكل نهائي بشقيه التعدين الاهلى والتعدين الذي يتم بواسطة شركات ومصانع الموت والعودة للتعدين مرة أخرى بعد وضع كل الاشتراطات الصحية المعترف بها دوليا في مجال التعدين .

ما يجري في أرض الشمال بأسم التعدين والبحث عن الذهب ما هو إلا دمار وخراب للارض والإنسان والنبات والحيوان . وزيارة واحدة لمواقع التعدين في دلقو أو الخناق أو جبل الدويشات في عكاشه او سوق صواردة أو غرب دنقلا ، زيارة واحدة لهذه المواقع أو المواقع الأخرى المنتشرة على امتداد الولاية ستدفعكم دفعا للمطالبة الفورية بوقف هذا العبث الذي يتم .

هذه جريمة مكتملة الأركان وموت بطيء للإنسان والحيوان والنبات جراء الاستخدام العشوائي لمواد كيميائية عالية الخطورة مثل الزئبق والسيانيد وترك مخلفات التعدين في العراء ليموت انسان الشمال أو حيوانه أو نباته نتيجة هذا الدمار المنظم للشمال .

وتدخل الأموال المنهوبة من أرض الشمال في يدي حفنة من تجار الموت في الخرطوم ويشترون بها فارهات السيارات والأراضي والفلل وجزء منه يتحول إلى سلاح يضرب به الثوار في شوارع الخرطوم ومدني .

ففي الوقت الذي يفشل فيه معظم أبناء الشعب السوداني في تأمين الخبز لاطفالهم يقوم مدعي النضال الكاذب اردول بشراء أكثر من ثلاثين سيارة من أفخر ما انتجته المصانع اليابانية لموظفي شركة المعادن وبعض خاصته . من اين آتى بكل هذه المبالغ الطائلة ؟؟ أنها من أرضكم الطاهرة المنهوبة يا تروس الشمال . ولعلم الجميع أن ٨٠% من الذهب المنتج في السودان ينتج من ولايتي نهر النيل والشمالية حسب الإحصاءات الرسمية .

ماذا استفادت الولاية الشمالية من هذا الكم الهائل من الذهب غير الدمار والخراب الذي حاق بكل شيء في الشمال ؟؟

وإلى متى يستمر هذا النزيف لموارد الشمالية بواسطة شركات الموت التابعة للاجهزة الامنية والاستثمارات المشبوه .
آن الأوان يا ابطال الشمالية المطالبة الفورية بوقف عمليات التنقيب بشكله الحالي فورا والمطالبة بخروج كل مصانع وشركات الموت من أرض الشمالية لحين وضع قوانين صارمة في هذا المجال وان يكون لابناء الشمال الحق الكامل في مراقبة كل ما يجري في هذا المجال .

أتمنى أن تصل رسالتي بكل وضوح لتروس الشمال … أوقفوا التعدين قبل أن نفقد أرضنا وللابد

والله المستعان

رمزي المصري

صحيفة التحرير

Exit mobile version