لابد من الاعتراف بالواقع الذي فرضته الجماهير الثائرة ضد انقلاب البرهان والفلول والمرتزقة بدخول مكونات مجتمعية فاعلة مثل لجان المقاومة لكن ذلك لايبرر استمرار البحث عن حاضنة سياسية بديلة.
نذّكر كل قوى الثورة التي شكلت قوى الحرية والتغيير وأفلحت مع الجماهير الثائرة في اقتلاع سلطة الانقاذ بأن المؤامرات ضدها لم تتوقف عبر محاولات خائبة لقيام تحالف بديل إلى أن انقلب البرهان وعصبته عليهم وعلى ثورة ديسمبر.
كنا ندرك أن قوى الحرية والتغيير مكونة من أحزاب وكيانات مهنية ومجتمعية وكنا أحرص على تماسكها خلال الفترة الانتقالية دون أن تتخلى عن قواعدها الجماهيرية إلى ان تعود لها عقب انتهاء الفترة الانتقالية لتعيد تريب أوضاعها الديمقراطية والتنظيمية.
لذلك نبهنا لمخاطر طفح بعض الخلافات الحزبية والمهنية وسط قوى الحرية والتغيير وحذرنا من مخاطر استغلالها لاضعافها والتسلل الخبيث وسطها عبر احياء مكونات مصنوعة من مخلفات النظام البائد، تجسدت بصورة مكشوفة في المحاولات البائسة لقيام حاضنة بديلة أسفرت عن وجهها في مسرحيتهم الهزلية أمام القصر الجمهوري المدفوعة الثمن والمحمية من داخل القصر حتى تعرت تماماً بمشاركتهم في الانقلاب الخائن.
مازلنا ندعوا كل مكونات الحرية والتغيير الثورية للعودة بفعالية للحاضنة الثورية التي أسسوها مع استيعاب لجان المقاومة التي عليها واجب الاتفاق فيما بينهم واختيار من يمثلهم في قوى الثورة واستيعاب شركاء السلام الذين لم يشاركوا في انقلاب البرهان.
للأسف مازالت المؤامرات مستمرة على الحاضنة السياسية الثورية بعد انقلاب البرهان وعصبته الذين يواجهون الجماهير الثائرة بعنف متعمد وممنهج أدى لسقوط عشرات الشهداء ومئات المصابين، ومع ذلك لايستحي البرهان وهو يدعو لحوار واسع شامل لن يفلح كما لم تفلح كل المحاولات البائسة في تكوين حاضنة موالية له ولانقلابه.
تستمر محاولاتهم البائسة لكسر شوكة قوى الثورة الحية وأعلنوا في صحيفة “السوداني” اليوم الخميس عن خروج تجمع القوى المدنية من قوى الحرية والتغيير الثورية، فيما تستمر المبادرت الحزبية والمجتمعية لتقديم مشروعات اتفاق سياسي بديلة بدلاً من التراضي على وثيقة دستورية واتفاق سياسي جاهز يمكن الاتفاق عليه من كل مكونات الثورة الحية.
نحن من أنصار البناء على ماتم بعد تقييمه وتعديل مايستحق التعديل وليس هدم البناء الذي انقلب عليه البرهان وعصبته وشرعوا بالفعل في تنفيذ مخططهم الفاشل للتمكين لسلطتهم القمعية وحماية مصالحهم والسباحة عكس تيار الإرادة الشعبية الرافضة لهم ولمشروعهم الذي أسقطته الجماهير الثائرة ومازالت ترفضه وحتماً ستسقطه.
نورالدين مدني
صحيفة التحرير