محمد الحسن عربي طالب القانون بجامعة الخرطوم التقيته اول مرة بجامعة الخرطوم في منتصف تسعينات القرن المنصرم وانا خارج لتوي من بيوت الاشباح ومثخن بالجراح وكان وقتها محمد الحسن عربي .كثير الحركة بين ردهات كلية القانون.او تراه متحركا بين بينشات شارع (المين رود) وكثيرا ما يكون واقفا. ويبدو انه يمل الجلوس علي المقاعد أو هكذا يبدو لي. وهو يعشق التجوال. وفي علم الفراسة او لغة الجسد فان مثل هذا النوع من البشر ليس من حظوظه البقاء او حتي الجلوس علي مقاعد السلطة كثيرا.وقد طلب مني محمد الحسن عربي تصوير فيديو علي طريقة الفيديو الذي صورته عن التعايشي بتوجيه من ود البدرى وكنا في الفيديو قد دعونا ان يكون التعايشي رئيسا للوزراء فجاءت النتيجة ان يكون عضوا بمجلس السيادة. مثل كرات لعبة البلياردو المتدحرجة تضرب العصا الحمراء فتدفع بدورها الصفراء فتقع الاخيرة الخضراء. ولست ادرى ماذا تكون نتيجة الفيديو الذي كان من المفترض ان اسجله ادعو فبه ان يكون المحامي محمد الحسن عربي واليا علي شمال دارفور الا ان قيمة العرض الذي قدمه لي كانت متدنية للغاية ويدفعها عادل عبد الغني ولاتليق بكميات الثلج الثقبل التي كان من المفترض ان اكسرها بحق الصديق محمد الحسن عربي وكانني اعرض خدماتي للجمهور ببث مقاطع فيديو ثلجية قد تؤتي اكلها اولا تؤتي او قد تنقلب علي صاحبها فيسيح الثلج عند اول موقف.وقد استفزني طلبه هذا الذي عرضني كصحفي مأجور.
مازلت اذكر عربي في كلية القانون يرسل القفشات والتعليقات الساخرة وهو شخصية اجتماعية منفتحة بها قدر كبير من الصراحة والوضوح. ولكنه اصابني في مقتل وجرح كرامتي حينما طلب مني تسجيل فيديو بمقابل مادي ضئيل يلمح بها ان قيمتي هي في الالف من الجتيهات التي سوف يدفعها عادل عبد الغني وقد كتمت الامر في نفسي واضمرته وتأبطت شرا متحينا الفرصة لأثار لكرامتي المجروحة وكان عربي قد بالغ في اهانتي والاساءة الي قصد ذلك ام لم يقصد حين طلب مني مقابلة النائب العام في امر مدبري والمشاركين في انقلاب ٣٠ يونيو وهم مجموعة من ضباط القوات المسلحة وبعض من المدنيين علي الحكومة الديمقراطية. الا ان عربي عاد وقال انه ماكان يقصد ما توصلت اليه من فهم كان عربي يريد ان يصحح لي فهمي الا انه لم يحضر المأدبة الضخمة التي مدت في مكتب المحامي عادل عبد الغني لرتق النسيج الاجتماعي ورأب الصدع ليصلح بيننا وكان لي حظ وافر من الحساء والدجاج المشوي ذكرتني بموائد استاذنا الراحل المقيم غازي سليمان رحمه الله.
لم اكن اعلم ان للاخ عربي اعداء في قوي الحرية يبغضونه بغضا شديد ولعلهم ارادوا استغلال كتاباتي عنه وعن النائب العام لنفث سمومهم واخراج اضغانهم فتوالت اتصالاتهم بي مستفسرين عن صحة ما كتبت فلم اشف لهم غليلا وظللت احتفظ بالعلاقة بيني وبين الاخ عربي الا انني حامض شديد الحموضة اذا مست كرامتي او اغتيلت مروءتي. ولايزايد علي احد في قوي الحرية والتغيير في مصادمتي للنظام السابق وفضحه وتعريته واسقاط هيبته ولا اريد ان افعل ذلك مع حكومة حمدوك فليس لي مصلحة في ان تسقط ولكن تركيبة الحكم برمتها بها خلل عضوي وتحمل جرثومة فنائها في داخلها لان فبها شركاء متشاكسون وليست سلما لرجل.
الاخ عربي وثيق الصلة برجل الاعمال والسياسي ابراهيم الشيخ وكثير ما ينتابني شعور بان المؤتمر السوداني ملك لابراهيم ولولا ذستور الحزب لظل ابراهيم الشيخ مستمرا في رئاسة الحزب ولا انظر للاخ عمر الدقير الا كلمحلل بعد طلقات ثلاث لياتي ابراهيم مرة اخري والاخ محمد الحسن عربي في بساطته لم يحسن التفدير ومنحني فرصة نادرة ليست فيه ولكن في قوي الحرية والتغيير وقد يكون اصابه رائش منها الذي لم يسمع بمقولة فاروق هلال وهاكم مادار بيني وبين عربي والنائب العام.
وكان قد رن جرس هاتفي وكان من الجانب الاخر الاخ محمد الحسن عربي الناطق الرسمي باسم المؤتمر السوداني وقال لي (ياعمار اديك مولانا تاج السر الحبر يتكلم معاك) بعدها تكلم معي مولانا تاج السر الحبر دون ان يلقي علي التحية قائلا (قلت لي عربي مالك قارني في الشايقي ده اب لسانا طويل) قلت له (قبل شوية كنت في مؤتمر صحفي في المؤتمر الشعبي تكلم فيهو علي الحاج وجاب سيرتك) سألني مولانا قائلا قال شنو) قلت له قال(انك كنت من ضمن الذين رفعوا المذكرة المطالبة بمحاكمة مدبري انقلاب 1989 عشان كدة ماممكن تكون انت الشاكي والنائب العام في نفس الوكت) احابني مولانا قائلا(ايوا انا كنت موقع في المذكرة لو عندو حاجة يمشي المحكمة) واردف قائلا (هو وين نحنا ذاتنا كايس ليهو) قلت له (هو ذكر ذلك في المؤتمر الصحفي وقال انكم جيتو تبحثوا عنو في بيتو ليه ماتجوا المركز العام للمؤتمر الشعبي وقال ان كم برضو جيتو تبحثوا عن ابراهيم السنوسي) رد مولانا قائلا (دي اجراءات علي كل حال انا دايرك تجيني بكرة في المكتب) وهكذا انتهت المكالمة بيني وبين السيد النائب العام.
مكثت قليلا ثم اتصلت بالاخ عادل عبد الغني واخبرته بالمكالمة التي تمت بيني وبين النائب العام بواسطة الاخ محمد الحسن عربي ولم يمض وقت طويل حتي اتصل بي الاخ محمد الحسن عربي وقال (ياعمار نحنا قبضنا علي البشير وعلي عثمان وعوض الجاز وانت زي ما قلت لي مولانا عاوزين نقبض علي ابراهيم السنوسي وعلي الحاج وانا قلت لي مولانا انو في ناس من الاسلاميين شاركوا في الانقلاب لكنهم من السنة الاولي ولا التانية خلوهم مثل عمار محمد ادم وديل نحنا نستفيد منهم) افرغت شحنة مكبوتة في صدري من الغضب في وجه الاخ محمد الحسن عربي وشعرت انه يهينني وهو يريدني ان اكون مخبرا او شاهد ملك ولعله لايعرف من انا حين يفعل ذلك فليس للخيانة الي سبيل وحتي وان كنت من مدبري او المشاركين في انقلاب 30 يونيو فلن ادلي باي معلومات ضد اخواني مهما اختلفت معهم وحاربتهم وحاربوني فالصراع عندي يجب ان يكون في الاطار الاخلاقي والقبمي وهم الان في موقف ضعف فلن تسمح لي نفسي مطلقا لان اذهب الي مكتب النائب العام للادلاء بمعلومات لاتصلح ان تكون بينات فلم اكن في مراكز اتخاذ القرار وانا في ذلك الوقت في العشرينات من العمر كادر خطابي او كادر عنف ومن بعد صحفي وكاتب اوبهذه الطريقة تؤخذ المعلومات في الاجهزة العدلية.وكما قلت للسيد النائب العام انني علي استعداد للادلاء باي معلومات لصالح العدالة ولكنني لن اكون اداة للتشفي والانتقام عند البعض فلتأخذ العدالة والقانون مجراه الطبيعي واذا جئ بي الي المحكمة فانني سأدلي بشاهدتي وفق مارأيت وسمعت فقد كنت في جسر كوبر في ذلك الصباح ولا اعرف اسم النقيب طيار ولا اسماء الجنود من الجيش واحدهم من الشرطة واذا وجهت الي تهمة المشاركة في الانقلاب وفتح ضدي بلاغ فانني علي استعداد لدخول سجون قحت ومحمد الحسن عربي فقد جربنا سجون مايو وبيوت اشباح الانقاذ.
واخيرا فانني ارجو للسيد النائب العام ومن خلفه محمد الحسن عربي انني لن اخون الملح والملامح وانني ملتزم بكل قواعد الرجولة والاخلاق السودانية واؤكد انني كنت مؤيد لانقلاب الانقاذ منذ صباح ذلك اليوم الاغر من 30يونيو 1989لاقامة دولة اسلامية تحكم بالشريعة الاسلامية وتجعل القران دستورها وحتي كتابة هذه الاسطر فانني اعتقد ان الاسلام الذي جاء به محمد عليه افضل الصلوات والتسليم هو خير نهج للبشرية كآفة ولن يصرفني عن ذلك كون ان الانقاذ انحرفت عن مسارها وتحولت الي شر مستطيىر وعذبت الشعب السوداني(ولايجرمنكم شنأن قوم علي الاتعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوي واتقوني يا أولي الالباب)
بقلم عمار محمد ادم