الرئيس نميري أفضل من حكم السودان ..كان مهيباً وقوراً وشجاعاً وحاسماً وجاداً وشديد التواضع

في مقام النميري والعلم
هذا البوست يستحقُ ان اقدم له ، فموضوعه رجلٌ تربيتُ في بيت منتمٍ فكرياً وسياسياً معارض له ، .. ونشأت على انه عدو ، وان عهده كله شر ، وكنتُ واعيةً بموقف والدي منه وتضرره الشخصيّ من نظامه ،

ولكني كذلك نشأتُ حرةً في قناعاتي وتقديراتي …، كنت دوماً اتأمل سيرته وشخصيته واختياراته ، وبصدق لم أجد له في نفسي الا كل تقديرٍ واعجاب ..هذا الرجل الحُر ملكُ نفسه ، بدأ مع اليسار قريباً منهم حد المنادمة ..

وانتهى بأنه من اتخذ قرار تطبيق الشريعة الاسلامية في السودان ، وهو أحد أكثر القرارات جُرأةً في تاريخ البلاد لا ينافسه الا قرار احترام ارادة أهل الجنوب ومنحهم الوطن المنفصل الذي ارادوه ،

قرار تطبيق الشريعة و رغم بعض التحفظات والملاحظات ، لكنه قرار لو لم يتخذه هو لما كان هناك من سيتخذه ! ولدي قناعة انه افضل من حكم هذه البلاد ..كان مهيباً وقوراً وشجاعاً وحاسماً وجاداً وشديد التواضع ، كان عف اليد واللسان ..لا تأخذه في الحق لومة لائم ..متخذ قرار من طرازٍ رفيع ..رغم اخطائه واختلافنا مع بعض تقديراته .

هذا الرجل حكم السودان ستة عشرة عاماً ، بحكومة لم يتجاوز اعضاؤها الست عشر وزيراً فيهم اربعة من اسرة واحدة ، لم يخش تعينههم لانه ظن انهم كفاءات ،

حارب القبلية والجهوية والمحسوبية والايدلوجيا .. لانه كما قال أراد ان يقدم للشعب السوداني الأفضل والافضلية تقاس بالاداء لا برضى اطراف ! كان الوحيد الذي ضمّن المناهج مقرراً للتربية الوطنية ..

كان يقف على تفاصيل قراراته ..كان قائداً لم يخش المنافسة ولم يصنع اعداء بلا سبب ..قاد المؤسسة العسكرية بحنكةٍ واقتدار كان ممتلئاً ثقة في نفسه وبلاده وقراراته ويعرف ما يريد . قدم الكفاءات وتابعها وحاسبها .

وللنميري فضلٌ على الاسلاميين في تقديري كبير ، فبانقلابه 1969، توحدوا بعد انً كانوا في طريقهم للانشقاق ، وحين ضيّق عليهم اسسوا المدرسة الجهادية ونشأ جهازهم الأمني وبعد المصالحة التي وقعها الصادق المهدي معه ، منحهم ازهى سنوات تجربتهم حين خلى بينهم والشارع فتوسعوا وانتشروا ، دعاة لا قضاة ، مصلحيين ومعلمين ، في ظل حكمه نضجت تجربتهم واجهزتهم ، واسسوا للجانب الاقتصادي ومولوا انشطتهم ،

وفي عهده تحوّلوا من تنظيم ٍ صفويٍ الى حركة فكرية اصلاحية ذات امتداد مجتمعي ونفوذ اقتصادي …اللهم أجزه عنا ونحن جيل كان هو سبباً في حفظنا من الكبائر التي كانت مقبولةً ومتصالح معها وبالقانون في طرقات وأحياء بل ومؤسسات الدولة، ، وارتبطت كلماته التي ستسمعونها هنا ..بطفولتي ورسخت في وجداني ..بأنها افضل ما قيل عن العلم ..وكلما سمعتها حتى وان كنت غضبى ومحبطة ، اجدنى اعود فأمتلئ ولاءً واملاً …الا رحم الله. عبده جعفر محمد النميري وادخله فسيح جناته …

سناء حمد العوض

سناء حمد العوض

Exit mobile version