لا نريد أن ندخل في مساجلات مع الأخ “محمد نور يحي” الذي كتب من أسمرا مدافعاً عن الرئيس اسياس افورقي وهذا شانه (وثورتنا في شغل عن ذلك) ونحن ليس لدينا مشكلة مع السيد افورقي في بلاده ولكننا تحدثنا عمّا قاله بشأن بلادنا..ونقول للأخ نور أن الوضع الحالي في السودان هو مفاصلة بين الشمولية التي تريد أن تكمم أفواه الشعب وتحكمه غصباً بالقوة الجبرية عن طريق الانقلابات وبين شعب أعزل ينادي بالحرية والعدالة والسلام..! وقد اصدر السيد افورقي تصريحاً حدّد فيه وقوفه مع الجهة التي اختارها من هاتين بوضوح لا يقبل اللبس…والأخ نور في رده علينا ترك كل ذلك واخذ يتحدث عن معرفة افورقي بالسودان بما يفوق معرفتنا ببلادنا..!! ولم يقل كلمة واحدة عن مضمون تصريحاته حول مَنْ يملك الحق في إدارة الفترة الانتقالية..وهو يعني المكوّن العسكري وجماعة الانقلاب التي يقودها البرهان.. ولا نريد أن نتحدث عن (الكواليس)..بل فقط عمّا صرّح به افورقي علناً وهو يناصر جماعة الانقلاب ويحذّرنا بذات لهجة البرهان وحميدتي من الحرب الأهلية والتدويل ومؤامرات الخارج التي تهدد استقرار السودان وتريد تقسيمه إلى آخر الموال..!!
ومتى قال افورقي حديثه هذا..؟! قاله في أكثر مراحل الانقلاب دموية وهو يحصد الشباب الأعزل برصاص القنص خلال مسيرات سلمية لا تحمل في يدها (ولو عود حطب)..! ترك الأخ نور في رده علينا كل هذا وأخذ يردد في أكثر من مرّة (إن فخامة الرئيس افورقي يريد كيت وكيت)..والذي نعلمه إن الحكام والمسؤولين في كل بلاد العالم التي تعرف الحرية هم خدّام الشعب لا سادته…وألفاظ الفخامة هذه هي التي أوردت دولنا في إفريقيا موارد التخلّف والهلاك..مع جزيل التحيات للجارة العزيزة…!!
صحيفة التحرير