أجود الناس من جاد عن قلة، وصان وجه السائل عن المذلة
يعتبر الموروث الشعبي جزءاً مهماً من تاريخ وثقافة الشعوب، فهو الوعاء الذي نستمد منه عقيدتنا وتقاليدنا وقيمنا الأصيلة ولغتنا وأفكارنا وممارستنا وأسلوب حياتنا الذي يعبر عن ثقافتنا وهويتنا الوطنية، وجسر التواصل بين الأجيال، هو إحدى الركائز الأساسية في عملية التنمية والتطوير والبناء، والمكوّن الأساسي في صياغة الشخصية وبلورة الهوية الوطنية.
فالموروث الشعبي هو الركيزة والاساس المتين الذي بنيت عليه هذه القيم الفاضلة التي توارثناها من الآباء والاجداد في ضروب جميع انواع الحياة بداية من التنشئة في بيت الأسرة دروس في التربية واحترم الجار واحترم كل من يكبر عنك سنا والتعاون معهم ومساعدتهم متى ما احتاجوك وكذلك العشيرة بنفس النهج والإعداد لاستقبال الضيوف و بتخصيص دواوين لايواء ضيوف الهجعة وعابري السبيل وقاصدي التواصل الاجتماعي من الأقرباء وغيرهم.
صفة الكرم والتسامح تجري في دمائهم وخاصة في الارياف يجتمعون على الضيف كل بمائدته يفرحون ويتسامرون ابتهاجا بحلول هذا الضيف بمناسبة وغير مناسبة وعندما يحل الشهر العظيم شهر رمضان فذلك شهر الخير موسم صيد الضيوف وكل مجموعة تريد أن تظفر بالبركات.
شعب كانت سيماؤهم الأدب تجد الشباب كالنحل يتنافسون على خدمة الضيوف. والحسناوات في خدورهن لايخرجن الا والعفة والادب تكسوا وجوههن بابهى صور الجمال في استحياء غير متبرجات
حافظات لانفسهن والأب والأخ مرفوعي الرأس لاشك بعدا للعار. لا شك أنهن ينجبن عملا صالحا على نهج ذرية الكرم والصلاح. فمن يزرع زهرا فلا يحصد غير الازهار.
فالغرس كان طيبا تفوح منه الرائحة الذكية نسل تعاقب عليه الأجيال ورثناه ابا عن جد ولانزيغ عنه ابدا فكانت السمعة الحسنة والكرم والشهامة صفات مورثة محفوظة ومدموغة في الاذهان وأصبح الإنسان السوداني علامة الكرم والشهامة في الوطن وخارج الوطن كما قال الشيخ صالح أمام الحرم المكي في خطبة جمعة ان السودانين محبوبين من كل العالم لصدقهم وادبهم وكرمهم.
فمن زحزح عن هذا النهج واتبع هواءه بغير علم ولاهدي ولا كتاب منير واتبع طريق العولمة والحضارة المزيفة التي تنادي للتبرج والسفور والخرشات والمخدرات والخمور التي تذهب العقول هنا ستندثر القيم وستفسد العقول ويضيع الوطن ويزول.
وسنكون أسوأ أمة بعد أن كنا في القمة. فنسأل الله أن يرجع كل فرد الي رشده وان يجنب شبابنا الضلالة ويهديهم الي سبيل الرشاد.
صحيفة الانتباهة