قبل استقالته، اعتقد ان قرار حمدوك باعادة الأستاذ لقمان الى منصبه، وموافقة الأستاذ لقمان على العودة كمدير للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون كانت محاولة لتنفيذ رؤيتهما في تحويل الإذاعة والتلفزيون الى هيئة حرة مستقلة عن الحكومة، بدلا أن تكون أبواقا لمن يجلس على الكرسي (كما اعتدنا).
وفي قرار استقالة الأستاذ لقمان من منصبه اليوم (مع احترامنا له) اعتراف ضمني بفشله في هذه المهمة.
قبل أيام.. فتحت تلفزيون السودان (شمار ساي) لأجد شخصا يتحدث بمكبر الصوت (في حشد يضم مواطنين، وبعض أفراد الجيش في الخلفية) ويقول:
“نحن الأغلبية الصامتة فوضنا البرهان لقيادة المرحلة”
وقس على هذا بقية الخطاب.
هذه النتيجة (البديهية والمتوقعة من وجهة نظري) هو المصير الذي ينتظر كل المؤسسات والهيئات والمفوضيات والوزارات التي ستعمل في عهد العسكر، بغض النظر عن من يديرها
فمن جهة.. يدعي العسكر أنهم “حماة” للمرحلة الانتقالية وان وظيفتهم هي “الإشراف” فقط
ومن جهة أخرى… تمتد أياديهم لتأخذ وتعطي وتقبل وترفض وتحاور وتقرر في كل صغيرة وكبيرة، من توزيع موارد الدولة (ونهبها) وملفات السياسة الخارجية ونوع البرامج التي تعرض مساء على الشاشات… الى نوع ملابس وقصة شَعر المواطنين.
هم الجيش وهم الساسة وهم التكنوقراط وهم الآمر الناهي، وهي دولة ديكتاتورية بوليسية بريتوريانية بجدارة.
مروة بابكر