القرار الذي اصدره الاتحاد الاوروبي بمنع ومقاطعة تصدير وبيع وتحديث وصيانة الاجهزة والتقنيات الامنية وتم تمريره باغلبية الاصوات يبدو انه غير فعال وكاف لمحاربة سلطة الانقلاب. الانقاذ حدث وان تلقت ذات العقوبات من اميركا وتمكنت من الالتفاف عليها عن طريق الوسطاء والشركات العابرة للحدود. بل استطاعت فتح اسواق سوداء جديدة.
التحليل لمواقف وقرارات القوى الدولية من اتحادات وبرلمانات وكونغرس وغيره تجاه دول العالم الثالث ومنها السودان لا تذهب الى المصلحة المباشرة للشعوب المغلوبة الا عن طريق تغليب المصالح الدولية اولا والتي تسمح بقدر من العلاقة المرنة مع الانظمة القمعية بغية رعاية بقية المصالح والتحكم في العملية الديبلوماسية والسياسية معا.
قضايا الديمقراطية والحريات والانتصار على الاستغلال السياسي والاقتصادي المحلي للشركات الاقتصادية الميلشياوية الحاكمة تاخذ منحى من العلاقة الكولونيالية ايضا معها بتنشيط اسواق خلفية للمعادن والثروات الاخرى فتلعب الدور الاهم في تشييد بنية المصالح الاوروبية والاميركية عبر التدخل الاسرائيلي كلاعب مكشوف يسعى لتقنين السلطة الانقلابية وتموينها بالأسلحة الفاتكة بالمقاومة الشعبية وخاصة تقنيات الرصد والترصد والتقتيل.
كان على البرلمان الاوروبي ادانة الموساد الاسرائيلي على علاقته الداعمة للاجهزة الامنية والدعوة لنبذها والتي كانت ستصبح اقوى تنديدا اذا ما اتبعت باجراءات تمنع ذلك التعاون. وعلى كل الاحوال يبقى التفكير الاستراتيجي للمقاومة الشعبية السودانية وفي هذا الوقت الحرج من عمرها الا يعول كثيرا على الخارج الا فيما يتعلق بالبلاغ الاعلامي للضغط على على الحكومات الغربية من قبل شعوبها ومنظماتها الديمقراطية الشعبية التي بمقدورها اخراز اهداف في معادلة السلطة بالغرب. لنا في العراق وسوريا، واليمن، وليبيا، والصومال، وغيرها امثلة كافية لاختبار حساسية الاجهزة الرسمية للدول الغربية وردود افعالها تجاه ما يجرى بتلك البلدان.
وليس ادب عندنا من تجرية الامم المتحدة بدارفور والتي ساهمت بنحو موثق بتمديد اجل السلطة الحاكمة السابقة الباطشة باهل دارفور وجعل النزوح قانونا وواقعا بما كشفته الدكتورة عائشة البصري المسؤولة الاعلامية المستقيلة لليوناميس واكدته بالوثائق والادلة على حدوث التواطؤ بين اعلى سلطات المنظمة والانقاذ.
نحتاج الى الاسراع في وحدة قوانا الثورية والخروج ببناء تنظيمي جديد يقود المرحلة بتخطي لكافة عيوب ومشكلات الحرية والتغيير. فما حك جلدك مثل ظفرك.
وجدي كامل
صحيفة التحرير