كيف يواجه الانقلابيون المظاهرات

القوات الانقلابية بقيادة جهاز الامن تعمل بإصرار عجيب على كسر شوكة المقاومة، هم الآن تركوا الاحزاب السياسية تماما، واتجهوا بكل قوتهم تجاه شباب لجان المقاومة، عرفوا ان الاحزاب السياسية لم تعد هي الخطر الأول، وزادهم اطمئنانا حالة التشظي والتشرزم داخل هذه الاحزاب وانخفاض ثقة الشارع فيها.

يملك الانقلابيون الان عددا من الاحزاب الكرتونية التي تقدم خدماتها تحت الطلب من أجل تسميم الحياة السياسية وبث الفوضى وتمزيق وحدة الشارع، وقد استخدمهم الانقلابيون بامتياز في اعتصام القصر، ومازالوا يستغلونهم، وهم في ذلك يرسلون إشارات للمواطنين بأن المدنيين منقسمين.

كذلك يعمل الانقلابيون على زرع الشك والخلاف بين الاحزاب المعارضة التي تواجه الانقلاب، من خلال تسريب تصريحات او حديث عن اتفاقيات ( تحت التربيزة) مع العسكر، كما تستغل هذه التسريبات ايضا لتوسيع الهوة بين الاحزاب والشارع.

سوف تهتم الاجهزة الانقلابية بالاحزاب السياسية فقط إذا توحدت في كتلة واحدة وتقاربت مع الشارع واصبحت جزء فعال من حركته، ويمكن معرفة لحظة حدوث ذلك ببساطة بتوجه جهاز الامن نحو اعتقال قادة الاحزاب وكوادر الاحزاب الفاعلة، اما وأن الجميع في الخارج يسرحون ويمرحون، فاعلم بأنهم لا يمثلون الخطر الاول على السلطة الانقلابية.

آلة السلطة الانقلابية الان بكاملها موجهه نحو الخطر الاول الداهم عليها وهو تيار الشباب صغار السن ابطال المواكب والمتاريس ولجان المقاومة.

ينشط جهاز الامن والاجهزة العسكرية بجنون في سبيل توفير المعلومات حول كل حي ومنطقة وركن من اركان الخرطوم والولايات يتضمن اسماء وصور واخبار الفاعلين من هؤلاء الشباب، ثم تأتي المرحلة الثانية باستهدافهم باحدي الطرق الاتية: اغتيالهم عن طريق القنص بالرصاص او البمبان المباشر او الدهس، اعتقالهم وتعذيبهم وارهابهم وارهاب أسرهم، اغراءهم بالنفيس للانضمام لصف الانقلاب او التخلي على الاقل عن دعم العمل المقاوم.

جهاز الامن والاجهزة العسكرية تنفذ في هذا المخطط بتكتيك يتضمن الإستمرار في هذا العمل لوقت طويل، ويعتمدون في ذلك على الزمن، كلما طال الزمن يستطيعون ان يصلوا إلى أكبر عدد ممكن من هؤلاء الشباب، وان يكسروا صف طويل من كوادر الصف الأول في لجان المقاومة وكوادر المواكب، وبالتالي يصلوا إلى هدفهم النهائي وهو اخماد جذوة الثورة واطفاء شعلتها. لذلك فان الحديث عن البحث عن تكوين حكومة للانقلاب او وجود تفاوض أو غيره هي اشياء تفيد الانقلابيين في كسب الزمن والوصول إلى أكبر عدد من الشباب الفاعل.

التكتيك الاخر الذي تعمل عليه الاجهزة الانقلابية هو إخراج الفعل الثوري من السلمية، وجود مجموعات شبابية ثورية متقدمة تستخدم تكتيكات مقاومة للأجهزة الأمنية مثل شباب غاضبون وملوك الاشتباك يدعم خطة الاجهزة الأمنية في هذا الاتجاه، فوجود حالة الاشتباك وتداخل الثوار مع القوات الأمنية يدعم المخططات الخبيثة لهذه الاجهزة، وآخرها مخطط اغتيال العميد .

عليه هناك عاملين مهمين تعمل عليهما الاجهزة الأمنية لتقليل قوة المواكب والفعل الثوري هما : الزمن وتطاول أمد المظاهرات، والثاني استدراج الشباب للخروج عن السلمية.
نعود في المرة القادمة لمناقشة كيفية مواجهة الثوار لهذه الخطط الانقلابية.

صحيفة التحرير

Exit mobile version