* تحولت جائزة الطيب صالح العالمية، للإبداع الكتابي، التي انطلقت فعالياتها عام 2010 ، برعاية الشركة السودانية للهاتف السيار (زين)- تحولت إلى تظاهرة ثقافية، تطرح فيها الهموم الثقافية، التي يتنادى إلى الحديث عنها كوكبة من المبدعين، من بلادنا، والعالم من حولنا.
* شهدت قاعة الصداقة بالخرطوم يومي أمس، واليوم، فعاليات الدورة الرابعة للجائزة، وسط حضور نوعي ومداخلات ثرة، في كل الجلسات التي قدمت فيها مجموعة من الأوراق، وقد تناولت أوراق أمس قضايا الأنا والآخر في السرد العربي والأفريقي، والأنا والآخر في السرد (من أجل سرديات الهوية).
* ليس المجال هنا مجال استعراض لأورق هذه الدورة، التي من المقرر أن تختتم أعمالها مساء اليوم، حيث يتم توزيع الجوائز على الفائزين فيها، ليبدأ الإعداد للدورة الجديدة- بمشيئة الله وعونه- لكن لا بد من التوقف عند بعض الإضاءات المهمة، التي أنارت سماوات الإبداع، في هذه التظاهرة الثقافية.
* قضية الهوية السودانية فرضت نفسها على هذه التظاهرة الثقافية، حتى عند استعراض ورقة “الفرنسيون والمتفرنسون في القصة التشادية”، التي قدمها البروفيسور عبد الله حمدنا الله، جاءت مداخلة الدكتور نور الدين ساتي الذي ابتدر نقاشها مؤكدا خطأ التمترس خلف هوية ثقافية واحدة في المجتمعات، التي تتميز بالتعدد الإثني والتنوع الثقافي مثل بلادنا.
* كان حضور الروائية السودانية من دولة جنوب السودان إستيلا قاتيانو؛ للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية، إضاءة ثقافية أخرى تعزز متانة الهوى الثقافي السوداني، بكل تنوعه الثرّ، وأن الثقافة تبقى طاقة تواصل بين كل مكونات الأمة السودانية، حتى إن توزعت بين دولتين.
* الإضاءة الثقافية الأهم، جاءت في برقية الدكتور يوسف عايدابي المقيم بالشارقة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو أحد قامات الثقافة السودانية، حين قال: في موسم (الطيب) يحق لأهل الثقافة تأكيد قيمة التعدد والتنوع في السودان.
* التحية لكل الذين أسهموا في إنجاح دورات جائزة الطيب صالح العالمية، وعبرهم التحية إلى كل مبدعينا في الداخل والخارج.. ونؤكد هنا مساندتنا مطالبة الدكتور عايدابي لتبني مشروع قومي لثقافات أهل السودان بلا استثناء، يعزز الهوية السودانية الجامعة، حامية النسيج الاجتماعي السوداني، من كل المهددات.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]