هاجر سليمان تكتب: البلد (أم فكو) !!

تعجبت كثيراً لحال دولة كالسودان نعق في سمائها البوم ورعى أغنامها البعشوم وأصبح الخطر والشؤم يحيط بها من كل جانب ومجلس سيادتها مثل الراعي الذي ينام ويغفل عن أغنامه ويتركها للبعشوم ولا يستيقظ إلا على أصوات ضغائها، السودان تلك الفتاة العذراء تكالب على جسدها النحيل أولئك المخادعون وراغبو المتعة الحرام ينهشون من خيراتها ومواطن فتنتها في محاولة للنيل منها وتقسيمها والاختلاء بها ومن ثم تجريدها من كل أزيائها وخيراتها وتركها كالجيفة في العراء تتقاسمها الغربان .
ومع كل ذلك رئيس المجلس السيادي ينظر ولا يحرك ساكناً فلا هو يهش تلك الأسود الجائعة ولا هو يتنحى ليترك المجال لفارس قادر على حسم الفوضى، والسوق أصبح مثل الكلب المسعور يعض كل من يقترب منه ويصيبه بداء السعر، والحياة في هذا البلد أصبحت قاسية بل وتعاني من شلل رباعي وتدمير شامل اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وأمنياً ولا أحد يقول الحق لأولئك الساسة الغافلين، فلا رئيس وزراء ولا حكومة مشكلة ولا وزراء ولا ولاة والبلد ماشة (أم فكو) ولا أحد يستحي نيابةً عنها ولا قادتها يستحون.
السودان بلد العجائب حقيقة حاله أصبح مثل حال سوريا ولكننا أحسن حالاً قليلاً نسبة لأنه مازال بيننا العقلاء الذين يرفعون أصواتهم بالحق ويصدحون به في المساجد والمآذن، نحن بلاد العرب والعجم نحن الصوفية وأهل السنة ورغم اختلاف الآراء إلا أن هنالك شعرة معاوية بين الجميع حيث يسود الاحترام، وأجمل ما يميزنا هو ذلك الانسجام والتداخل العرقي والقبلي والتمازج والتلاحم وكل ماهو جميل، ولكن المؤسف حقاً أن خطط الغرب التي أطلقها لتفكيك السودان وكان يظن أنه من الصعب تفكيك مثل هكذا بلد نجدها للأسف الشديد نجحت وسارت كما هو مخطط لها .
من الغرائب أن الغرب أنفسهم يتعجبون من سرعة تحول هذا المجتمع وانقلابه على النقيض بل وأصبح الغرب ينظرون إلى نجاح مخططهم بابتسامة عريضة والمؤسف حقاً أن ذلك الانقلاب وذلك النجاح السريع في إفساد المجتمعات وتفكيكها وتفتيت البلد سببه الرئيسي أبناء الشعب من الخونة والمندسين والمأجورين الذين يتزلفون في موائد تلك الدول وبعضهم فعل كل الخطط المطلوبة منه فقط لأجل استعجال الحصول على جواز إحدى تلك الدول فيا لهذا الغباء الذي قاد لتفكيك السودان بأيدي بنيه .
((معليش ماعندنا جيش)) مقولة باطلة والصحيح هو نعم عندنا جيش لكن معليش أرهقته الحروب الداخلية وأنهكه (الارتزاق) والمشاركة في حروب بالوكالة لصالح بعض الدول العربية التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل، عندنا جيش ولكن معليش نجحت الخطط في تفكيكه وتسريح أقوى قادته وعناصره واتهام بعضهم في قضايا وتقديمهم للمحاكمات، نعم عندنا جيش بس معليش الحالة الاقتصادية المزرية للبلاد والفقر جعل معظم عناصره يتجهون لممارسة أعمال أخرى غير العسكرية لسد رمق أطفالهم، نعم عندنا جيش ولكن متى يعي البرهان أن عليه أن يرفع الروح المعنوية لذلك الجيش حتى يستطيع أن يحرر به فلسطين إن أراد ناهيك عن حلايب والفشقة ..

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version