لن تسعنا والمجرمين ذات الأرض ، مهما جعلوها جحيما فسوف ترتد لنحورهم ، سيذهب الزبد والقتلة ويبقي هذا الوطن لأهله ، لم تنجح في التاريخ ولن تنجح في المستقبل قلة مجرمة في حكم شعب مؤمن بقضيته ، الشعب السوداني لن يستقر فيه حكم طاغية ،لن بحكمه البرهان ولا حميدتي ولا جبريل ، فهذا الشعب يستحق ماهو افضل ، وقدم استحقاق ذلك من دم أبنائه .
(٢)
خطة الطغاة فاسدة كتفكيرهم ، لم يهديهم فشل تفكيرهم السابق في إعادة النظر حولها ، القتل والترويع ، يتبنون ذات خطة البشير في سبتمبر ٢٠١٣ فهو أستاذهم العظيم ومربيهم الملهم ، متجاوزين اختلاف الظرف التاريخي فالشارع ليس ذات الشارع ، وقد تدرب الشعب السوداني وخبر أدوات العمل السلمي ودروبه وقرر أن تكلفة مجابهة الطغاة مهما كانت عالية هي أقل من تكلفة الصبر علي حكمهم ، سيتواصل القمع بل ستزيد ادواته ووسائله ، سيقتلون أكثر وسيتصرفون بوحشية ، سيعتقلون الاحرار ، سيقومون بفصل المزيد من العاملين في مرافق الدولة ، يهدفون للوصول لإرهاب الثوار أو في أقل المكاسب أن يضمنوا مقاعدهم في أي خطة للحل السياسي يتبناها العالم الخارجي ، وهنا ثمة مقولة صغيرة لعلهم يفقهون ، أن أي حل سياسي يطرحه العالم يتضمن وجود المؤسسة العسكرية في السلطة ، أو يبقي علي القيادات العسكرية هو حل لن يصمد ولن يكون ، وأي شخص أو مؤسسة هنا تتبني مثل هذا الحل إنما تحفر قبرها السياسي
(٣)
تنويع ادوات المقاومة ، تطوير الفعل المقاوم ليكون علي مدار الساعة ، مواكب وعصيان واضراب ، وأدوات اقتصادية وسياسية متنوعة بل وحتي ادوات اجتماعية ، فالفصل الاجتماعي بيننا وبين القتلة ومن يعاونهم سلاح لا يستخف به ، المقاومة السلمية تقوم علي الطرق المستمر الذي سيهد حائط الاستبداد لا محالة ، الطرق المستمر لا تقوي علي صده أجهزة القمع والاستبداد ،فهي مهما أطلقت من نيران وأبرزت من وحشية ليست سوي ايادي مرتعشة ، تخاف من صيحة الثوار من ايمانهم حتي من ابتسامة الشهداء ، ليس لديهم قضية سوي الأرزاق ، سيهزم الجمع ويولون الدبر .
(٤)
كل تجارب التاريخ توضح أن المقاومة السلمية مهما بدت خسائرها كبيرة فهي أقل من تكلفة العمل المسلح ، والعمل السلمي يضمن مشاركة الجميع وفعاليتهم في المقاومة كل حسب قدرته ،العمل السلمي المقاوم وهو يكنس القديم يقوم بتشييد قيم المجتمع الجديدة ، ومهما أصاب الناس من احساس بقلة الحيلة ، فالعمل السلمي ينخر جسد الطغاة ويفكك تماسكه حتي ولو لم نعلم ، يقول الناس متي نصر الله ، الا إن نصر الله قريب ، والله لا يهدي كيد الخائنين .
(٥)
وحدة قوي المقاومة ، وحدة الهدف والمضمون لا الشعار والهتاف فحسب ، أو الوحدة الشكلانية ، وحدة الغابات المتفق عليها ، حكم مدني لا لبس فيه ، اصلاح جذري للمؤسسات العسكرية والأمنية يصل بنا لجيش واحد مهني قومي تحت قيادة المدنيين ، وأجهزة أمنية لخدمة المواطن لا الأنظمة الحاكمة، وعدالة تضمن عدم الإفلات من العقاب ، وديمقراطية حقه ، وسلام لا يقوده الخونة ، وتنمية شاملة ومستدامة ، ليس ذلك ببعيد فهذا شعب عظيم يستحق أن يحقق ما يريد .
المجد والخلود والمغفرة للشهداء هم الاكرم فينا ، ونالوا الشهادة بإخلاص عظيم تعكسه أفعالهم وأقوالهم وكتاباتهم الموثقة ، وافضل ما نقوم به لهم وهم أحياء ةيرزقون أن نمضي لتحقيق مطالبهم متحدين .
مدني عباس مدني