تعيش البلاد حالة في فوضى عارمة في كل شيء وصارت مستباحة بالكامل لتلك القوات الغاشمة تفعل ما تريد بموجب حصانة كاملة منحها لهم (نفس الزول) ولا أدري ما معنى أن يصدر مثل هذا القرار لتقنين هذه الاستباحة للبلاد والعباد وهو في الأصل (ما شغال بالقوانين شغله) وضارباً بها جميعها عرض الحائط ، حاكماً البلاد الآن باهوائه فقط . أصبحت حياة كل الشعب في خطر ماحق أمام عنفه وعنف قواته ، فالمواطن يبدأ يومه في هلع فقد يكمله إما شهيدا أو مختطفاً أو معتقلاً في بيوت الأشباح التي عادت مرة أخرى في أبشع صورها أو متهماً (لا أيدو لا كراعو) بجرائم عقوبتها القتل كما حدث لذلك الفتى ذو السبعة عشر ربيعاً (محمد آدم) الملقب (بتوباك) وهو من الثوار الذين تم القبض عليهم في جريمة قتل العميد شرطة الإحتياطي المركزي (بريمة) ، هذا الفتى الذي شاهدناه وهو مصاب بكسر في رجله (المجبسة) يجلس على كرسي متحرك ورأينا كيف حال أمه المكلومة وهي (تبكي وتشكي) وتردد في وجع شديد( لمتين الظلم ده)؟ وكأنها تتوجه بسؤالها ذاك للأجهزة العدلية ممثلة في (النيابات) فأين هي هذه النيابات من هذه الإعتقالات التي تتم دون أي سند قانوني ؟ وأين هو دورها في التحقيقات حتى بعد القبض على المتهمين ؟ ماذا تفعل يا ترى والعدالة تذبح أمام ناظريها؟ لماذا إنزوت النيابة العامة عن ممارسة عملها في تطبيق الإجراءات القانونية السلمية في مثل حالات القبض والاعتقال هذه والتحقيق تحت التعذيب خارج القانون من قبل هؤلاء (الهمج) الذين صار المواطن السوداني عدوهم الأول ؟ اليس هذا استفزاز سافر( لكم ولسلطاتكم يا نيابات)؟ لماذا كل الصمت يا رجال القانون أين هو دوركم يا حراس العدالة؟ ألم تشاهدوا كل تلك الجرائم التي ترتكب أمام ناظريكم من قبل تلك القوات الغير نظامية وهي تعبث بابناء الوطن؟ اليس فيكم ذرة من رجولة ونخوة للوقوف ضد هذا المجرم القاتل وردعه و(بالغانووون ) ؟ ومن غيركم يملك ذلك الحق؟ لقد أصابكم (الخرس) عن ممارسة دوركم ومهامكم الموكولة لكم حتى صرتم لا وجود لكم ، ألا تعلمون أن موقفكم المتخاذل هذا سوف يسجله لكم التاريخ وإن التاريخ لا يرحم؟ ترى كيف تبررون هذا الغياب المتعمد وبارادتكم الكاملة ؟ لماذا لم تشجبوا حتى تلك الجرائم ؟ لماذا لم تقولوا لنا انكم (فقط) تشعرون بالقلق إزاء ما يحدث من خرق للقانون حتى نحس أنكم ما زلتم تتنفسون؟ نحن نعلم أن حجم الدمار الذي سببه ذلك النظام البائد قد شمل كل مؤسسات الدولة ولكننا إزددنا أسى عندما إتضح لنا جلياً أن معظم هذا الدمار قد طال النيابة العامة والقضاء، أين وجدانكم السليم يا رجال العدل والذي يعد مصدراً للتشريع في غياب النصوص العقابية التي تحقق العدالة؟ إن هذا الشعب الأبي يناديكم فهل من مجيب؟ كسرة : يقول مارتن لوثر : (يأتي وقت يكون فيه الصمت خيانة) كسرات ثابتة : • مضى على لجنة أديب 824 يوماً …. في إنتظار نتائج التحقيق ! • ح يحصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمدالخير؟ • أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير إنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟ • أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟ • أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان).
صحيفة الجريدة