إصابة (فولكر) بـ(كورونا) .. هل تُعطِّل مشروع التسوية الأممية؟

بصورة مفاجئة، أعلنت البعثة الأممية للدعم في السودان “يونيتامس”، عن إصابة رئيسها فولكر بيرتس بفيروس (كورونا).. وذلك في ظل اللقاءات الماكوكية التي أجراها فولكر أمس وخلال الأيام الماضية مع أغلب المكونات السودانية من أجل الوصول الى منصة حوار يفضي الى اتفاق وتوافق حول القضايا الوطنية واخراج البلاد من أزمتها الراهنة.. سيما مع ارتفاع وتيرة الاحتجاجات المتواصلة في عدة مدن وولايات بينها العاصمة الخرطوم وأم درمان وغيرهما، تلبيةً لدعوات من تجمع المهنيين السودانيين وقوى سياسية أخرى تعارض الإجراءات التي اتخذها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021.

وقد يتساءل الكثيرون هل إصابة فولكر قد تُعطِّل المبادرة الأممية للحوار السوداني خاصةً بعد أن وجدت ترحيباً داخلياً وخارجياً.؟

(كورونا) فولكر

وكشفت بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، عن إصابة رئيس البعثة بفيروس (كورونا). وأكدت في تغريدة على تويتر الأحد استمرارها في المشاورات مع أصحاب المصلحة حول عملية سياسية في البلاد، مبينةً أنها عقدت للآن لقاءات مهمة مع الحزب الشيوعي والمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وحزب المؤتمر السوداني وعدد من ممثلي لجان المقاومة بالخرطوم ومجموعات نسائية ومجتمع مدني حضرها. وأشارت البعثة إلى حضور رئيس البعثة؛ فولكر بيرتس للمشاورات عن بُعد بسبب ظهور نتيجة إيجابية لفحص كوفيد-19 أجراه السبت.

عملية سياسية

وأعلن فولكر، في 8 يناير الجاري، عن إطلاق عملية سياسية بين الأطراف السودانية بهدف الاتفاق على مخرج من الأزمة الراهنة هناك، مؤكداً أن العملية تشمل المكون العسكري والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والجماعات النسوية ولجان المقاومة.

لا تأثير

وقال المحلل السياسي البروفيسور صلاح الدين الدومة، إن إصابة فولكر بـ(كورونا) قد تؤثر في مجريات المبادرة، ولكنه عاد وقال: إلا أن التأثير لكن يكون كبيراً باعتبار انه قد يجري اتصالات تلفونية أو ترتيبات أخرى عبر مكتبه. واستبعد الدومة تعطيل أو إجهاض المبادرة الأممية بسبب اصابة فولكر بـ(كورونا).

وفي سياق ذي صلة بالمبادرة، قال استاذ العلوم السياسية لـ(الصيحة)، إن المبادرة “ماشة كويس ولكن في موضوع حيفرملو” وذلك لمطالبة الحرية والتغيير للمبعوث الأمم باستبعاد المكون العسكري، واشار الى أن هذا المطلب يعتبر المحك الحقيقي لفولكر.

مردودٌ سلبيٌّ

من جهته، قال القيادي الاتحادي والمحلل السياسي محمد المعتصم حاكم لـ(الصيحة)ـ إن أصابة فولكر بـ(كورونا) سيكون لها مردودٌ سلبيٌّ تجاه المبادرة الأممية المطروحة أمام المكونات السياسية السودانية، واضاف حاكم أن غياب فولكر عن الاجتماعات الثنائية تكون له تداعيات لا تصب في مصلحة الهدف المنشود من اجل المبادرة، وتابع: يجب أن تؤجل جميع الاتصالات واللقاءات بعد تعافي المبعوث الأممي من فيروس (كورونا)، وأبان حاكم لكن أي تمثيل من مكتب فولكر أو البعثة الأممية في أن يقوم بتلك المهام قد يشكك في جدية المبادرة، وأضاف: لذلك من ألافضل أن يقود دفة الحوار واللقاءات فولكر شخصياً، وليس ممثلون له.

ورحُب حاكم بالمبادرة وقال من حيث المبدأ مقبولة، وتابع لكن العبرة في الأجندة المطروحة من قبل فولكر، داعياً السودانيين بالاستعجال في أخذ خطوات إيجابية قبل الجلوس مع المبعوث الأممي.

مشاركة حمدوك

وكان فولكر بيرتس، في مقابلة مع صحيفة “الجريدة” الصادرة أمس، أكد أن رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك سيكون له دور في الحوار بين الأطراف السودانية. وقال بيرتس “رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك سيشارك في العملية الحوارية مستقبلاً”.

وأوضح بيرتس أن المرحلة الأولى من مبادرة حل الأزمة ستستغرق 4 أسابيع، وأنها ستضم كل الفاعلين في السياسة السودانية، بالإضافة للحركات الموقعة وغير الموقعة على اتفاق جوبا.

وأكد أن المبادرة ستنظر إلى رؤى الأطراف المشاركة بشكل منفرد، قائلاً: لن ندعوهم للجلوس إلى طاولة حوار واحدة، نظراً لتحفظ بعض الأطراف على الاجتماع مع الأخرى.

صورة إيجابية

في وقت سابق، أعلن المجلس المركزي في بيان التعاطي بصورة إيجابية مع مبادرة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان “يونيتامس” التي تقترح عقد مشاورات وحوارات بين أصحاب المصلحة السودانيين. وقال في بيان إنه قرر التعاطي الإيجابي مع مبادرة “يونيتامس”، وسوف يعقد اجتماعاً مُشتركاً مع ممثليها.

تقرير: صبري جبور
صحيفة الصيحة

Exit mobile version