زيادة مساحة بحيرة تخزين سد النهضة بقرابة 300% عن مساحتها اليوم…
في حالة وصول منسوب بحيرة سد النهضة لمنسوب 588 فوق سطح البحر ..ستكون مساحتها تعادل 585 كيلومتر مربع فقط .. وهي اليوم عند منسوب 575 أي اقل 13 متر عن 588 لذلك فهي اليوم في حدود 400 كيلو متر مربع.
وبسبب تلك المساحة السطحية وعمود مياه امام السد الخرساني يعادل قرابة 75 متر فقط .. خرج موضوع (النهر الجوفي) والحديث عنه.
بعد الملء الثالث ونجاح إثيوبيا لمنسوب 608 فوق سطح البحر ستزدات مساحة بحيرة سد النهضة إلي 1250 كيلومتر مسطح أي تقريبا أكثر من 300% من مساحة البحيرة اليوم. فكم سيكون هناك من (أنهار جوفية) تحت السد الخرساني وتحت سد السرج ومن أطراف البحيرة في إتجاه دولة جنوب السودان.
بعد نجاح الملء الرابع ستصل مساحة بحيرة التخزين لقرابة 1835 كيلومتر مربع وعمق مياه أمام السد تصل لقرابة 137 متر .. وحينئذ كم سيكون عدد الأنهار الجوفية في إتجاه السودان ودولة جنوب السودان.
بعد نجاح الملء الخامس ستصل مساحة بحيرة التخزين لقرابة 2061 كيلومتر مربع وعمق مياه أمام السد تصل لقرابة 145 متر .. وحينئذ كم سيكون عدد الأنهار الجوفية في إتجاه السودان ودولة جنوب السودان.
خطورة (الأنهار الجوفية) تختلف بالنسبة لمصر والسودان عن إثيوبيا.
بالنسبة لمصر فتلك التدفقات المتسربة تحت السد الخرساني والسرج كلها سوف تستقطع من نصيب الدولة المصرية.
بالنسبة للسودان .. فتلك المياه هي خير كثير لأنها سوف تشحن طبقات المياه الجوفية بشكل دائم طيلة العام ولن يحدث (هبوط) بمنسوبها مثلما كان يحدث من قبل بناء سد النهضة.
بالنسبة لإثيوبيا فتلك التسريبات ربما تتسبب في عدم (إحتفاظ) البحيرة على منسوبها لوقت طويل وخاصة في حالة تشغيل عدد يزيد عن 6.0 تروبينات في آن واحد. عندئذ ستلاحظ هبوط منسوب البحيرة بشكل لايتماشي مع تصرفات تلك التروبينات.
وعليه فمن حيث (كمية التسريب) فالخاسر الأول هي (مصر) والثاني هي (إثيوبيا).
أما في حالة زيادة سرعة جريان تلك الأنهار الجوفية بسرعة تزيد عن السرعة الحرجة . فالخاسر هنا ستكون (السودان) لأن هذا (أكيد) سيؤدي لإنهيار سد السرج الذي يحتوي على 60.0 مليار متر مكعب.
يلي السودان هي (إثيوبيا) حيث بإنهيار سد (السرج) سيتم توقف كامل سد النهضة ويثور الشعب الإثيوبي على الدولة والحكومة.
بينما مصر ستكون هي (الكسبان) الأوحد في هذا الأمر وذلك لنقل تخزين (سد السرج) إلي بحيرة ناصر في فترة تقارب 30 يوم.
والله أعلم
د. محمدحافظ