محمد عبد الماجد يكتب: جيش (واحد) وشعب (65) شهيداً

(1)
 ثورة ديسمبر المجيدة لا تملك سلاحاً أقوى من (سلميتها) – هذا سلاحنا الذي نقاتل به، إن فقدناه سوف نفقد الثورة كلها بل سوف نفقد (الوطن). يحاولون ويجتهدون بكل ما أوتوا من قوة أن يجردوكم من سلاحكم الذي يتمثل في (سلميتكم). لم أجد في الدنيا حكومة أو سلطة تحاول أن تشوه (شعبها) وتعمل على الطعن في ثورته التي أدهشت العالم كله كما تفعل هذه السلطة.
 ثورة ديسمبر المجيدة جديرة بالاحترام حتى من خصومها.
 بهذه (السلمية) هزمنا جبروت البشير ومليشياته وكتائب ظله وبيوت أشباحه وقمع معتقلاته ، فما حاجتنا للطلقة أو المدية.
 هزمنا بالسلمية الجوع والمرض والعنصرية والقبلية التى حاول أن يتحرك فيها نظام البشير من أجل أن يبقى البشير رئيساً.
 النظام البائد سلّح وجيّش أنصاره مع ذلك لم ندخل معهم في اشتباكات.
 هم يدركون أن الخطر الحقيقي عليهم يأتي لهم من هذه (السلمية).
 تلك الثورة هي من أجل الوطن، لذا كل من يشارك فيها ويخرج في مواكبها يعمل من أجل سلامة الوطن ومنشآته.
 قد تظهر بعض التفلتات غير الحميدة من وقت لآخر – تأكدوا أن كل من يأتي بهذه التفلتات ليس من هذه الثورة العظيمة.
 احرسوا ثورتكم من الفلول ومن الذين اعتصموا لهزيمتها مقابل (الموز).
 مهما كانت الاستفزازات لا تفقدوا (وطنيتكم) – دروس الشهداء الذين قدموا حياتهم من أجل هذا الوطن يجب أن تبقى نبراساً نهتدي به ، فقد اختاروا الرحيل من أجل ان يحموا وطنهم ويحموا غيرهم في الموكب.
 الصراع الآن ليس ضد الجيش ولا ضد الشرطة – فهذا الجيش يبقى جيشنا وتلك الشرطة تبقى شرطتنا لا تسمحوا لمن يحاول أن يزرع الفتنة بيننا.
 احتملوا واحتسبوا من أجل الوطن – فنحن في ميدان تتميز فيه الأشياء ونتقدم بالتضحيات والسلمية.
 نترحم على شهيد الشرطة العميد علي بريمة حماد – قائد قوة الاحتياطي المركزي قطاع القصر وشروني ونسأل الله له الرحمة والمغفرة.
(2)
 عندما انتقل الاستاذ أحمد الخير شهيداً إلى الرفيق الأعلى في زنزانة نظام البشير خرج مدير الشرطة في ولاية كسلا يتحدث عن أن أسباب وفاة الشهيد الذي مات مقتولاً في مخافرهم تسممه بسبب (زبادي) فاسد تناوله الشهيد أحمد الخير وهو في السجن.
 مثل هذه التصريحات والتقارير ذات الصبغة السياسية التى تخرج من الشرطة والمؤسسات الحكومية هى التى جعلت الناس يفقدون الثقة في التقارير التى تخرج في مثل هذه الظروف.
 لقد قال آخر مدير لجهاز الأمن والمخابرات في حكومة البشير صلاح قوش وهو بكامل وعيه إن الشهيد الدكتور بابكر عبدالحميد قتل عن طريق بنت (شيوعية) أخرجت بندقيتها من (شنطتها) وصوبتها على صدر الدكتور بابكر عبدالحميد لترديه قتيلاً في أحد المواكب الذي سيرته منطقة بري ضد نظام البشير.
 لقد سقطت الإنقاذ من هنا – عندما أرادت أن تستغفل الشعب السوداني وتضحك عليه.
 قريباً من ذلك كان نظام البشير وأمنه يخرج من حين لآخر مجموعة من طلاب دارفور ويقوموا بتصويرهم وبث (الفيديو) على تلفزيون السودان بعد إجبارهم على الاعتراف بأشياء لم يرتكبوها باعتبارهم (خلية إرهابية) تم ضبطها في الخرطوم وهم بحيازتهم أسلحة ومتفجرات وقنابل.
 مثل هذه (المسرحيات) لم تعد تعدي على أحد – كما أنها مسرحيات هزيلة وضعيفة السبكة الدرامية.
(3)
 ليس تقليلاً من مقتل الشهيد عميد الشرطة – لكن من باب (المهنية) نقول إن البلاد فقدت (65) شهيداً بعد انقلاب 25 أكتوبر كما فقدت عميداً واحداً من الشرطة.
 الخاسر من ذلك هو الوطن.
 وحتى لا تزايدوا باستشهاد رجل الشرطة نقول إن الذين فقدناهم في الحراك الثوري شباب في مقتبل العمر أعمار بعضهم لا تتجاوز الـ (16) سنة.
 لن تعرفوا وتحسوا بحرقة حشا الأمهات والآباء الذين فقدوا أبناءهم الذين خرجوا منهم في الصباح للمشاركة في مواكب سلمية وعادوا إلى البيت في المساء جثثاً هامدة حرموا حتى من حق تشييعهم.. ليشعوا وسط دخان قنابل الغاز المسيل للدموع.
 لا تنسوا حال الأمهات اللائي فقدنا أبكارهم وآمال حياتهم وطموحات مستقبلهم برصاص حي اطلق على رؤوسهم.
 لقد مات بعضهم دهساً بالتاتشرات ..وبعضهم هتكت أحشاءه وبعضهم تهشمت رؤوسهم وبعضهم ظلوا بين الحياة والموت في غرف الإنعاش بسبب عبوات الغاز المسيل للدموع التى أصابت رقابهم.
 لا تنسوا أبناء هذا الوطن فهم أيضاً كانوا يحملون هم الوطن ويحلمون بوطن يسع الجميع.
 لم يطلبوا (منصباً) ولا كانوا ينتظرون قسمة (سلطة وثروة) أو (موزاً) ، كانوا يطالبون بالحرية والسلام والعدالة. وكانوا يهتفون بـ (كل البلد دارفور) – هل هذه الأشياء يمكن أن تكون (جريمة) ليقتلوا بسببها؟
 الشهيد الريح محمد الذي فقدناه في موكب 13 يناير نعى رفيقه وتعهد على السير في دربه ليلحق به صدقاً للوعد.. هؤلاء الشهداء لم يخونوا شركاءهم الذين كانوا معهم في المواكب فكيف أنتم تخونون من كان معكم شريكاً في السلطة والحكومة والقصر؟
 لماذا لا تتعلموا من هؤلاء الشهداء؟ الذين ظلوا يعطون ويعطون لهذا الوطن حتى بعد رحيلهم من هذه الدنيا.
(4)
 بغم /
 حسب صفحة مونتي كاروو (قرر العميد بالجيش السوداني عبد القادر محمد موسى منع أحد المذيعين من تقديم نشرة الأخبار في تلفزيون السودان يوم الثلاثاء 11 يناير 2022م، وطلب خروجه فوراً من الاستديو قبل دقائق من النشرة الإخبارية، ووافق لقمان أحمد المدير العام للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون على تعليمات عميد الجيش بعد الاتصال به هاتفياً بما حدث. وتعود التفاصيل التي حصل عليها “مونتي كاروو” إلى أن المذيع التلفزيوني “يونس محمد” وهو أحد مذيعي النشرة الاقتصادية في تلفزيون السودان القومي، تم وضعه في جدول يوم الثلاثاء من رئيس قسم المذيعين “نازك ابنعوف” بناءً على توجيهات مدير التلفزيون لقمان أحمد وتم التواصل مع المذيع يونس محمد وإبلاغه بالحضور حسب الجدول حيث كان متغيباً عن العمل بسبب تعرضه لحادث سير قبل انقلاب 25 أكتوبر، وقيل إنه اعتذر عن الحضور للعمل بعد تعافيه من آثار الحادث لظروف خاصة في الفترة التي لم يكن فيها لقمان موجوداً بعد الانقلاب الشيء الذي جعله ضمن (قائمة الممتنعين) والمعارضين للانقلاب. وحينما حضر يوم الثلاثاء ودخل إلى الاستديو ورآه عميد الجيش المسؤول عن التلفزيون عبد القادر محمد موسى ، قال بصريح العبارة (مش دا يونس اللي اتصلنا بيهو يجي يشتغل وقال ما بشتغل مع العسكر .. الجابو تاني شنو؟) وقام العميد بالاتصال بمدير التلفزيون لقمان وسأله عمن أتى بالمذيع يونس؟ وجاء الرد من لقمان بعدم العلم وأنكر تماماً توجيهاته السابقة لكبير المذيعين (نازك ابنعوف)، بل أن لقمان اتصل بمدير الأخبار عمر صالح وأبلغه بمنع المذيع يونس من الظهور وقراءة النشرة).
 هذه هي (العسكرية) التي نخشاها – والتي يمكن أن تتدخل في لون القميص الذي تلبسه وطعم القهوة التي تشربها.
 هل عيّنوا للتلفزيون (عميداً)؟
 السؤال هنا ليس هو عن من أتى به هذا العميد وإنما السؤال هو هل انضم لقمان للجيش؟
 عميد يفعل هذا!! ماذا سوف تفعل لجنة الأمن والدفاع وجهاز الأمن والمخابرات؟

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version