في ثمانينات القرن الماضي كنا نخطط للإنتخابات الطلابية بنسق محدد، الشهيد محمد طه محمد احمد لإنهاك الخصوم السياسيين وإحباطهم وتعزيز الوعي السياسي للطلاب ، ود. عبدالسميع حيدر لتفتيت البنية الفكرية للجمهوريين والقوى المستحدثة، ود. عبدالرحيم عمر محي الدين للتعبئة، بعد ندوته يعلو الهتاف وتسمو الأرواح والأشواق.. هكذا هو هذا الفتى.. جاء جامعة الخرطوم – كلية التربية بتطلع كبير وإلتزام إسلامي وخلفية أنصارية، وروحاَ ثورية، وقد ألتمست في د.عبدالرحيم خصائص فريدة، فهو مع (حرارة) قلبه ذو حس إنساني رفيع، فهو مناقش وصاحب موقف وراي، ولهذا خرج من الحزب منذ منتصف التسعينات واتجه إلى دائرة الناصحين، واصدر كتابه الشهير : د. الترابي والإنقاذ: صراع الهوى والهوية عام ١٩٩٨م..
ومع ذلك فإن د.عبدالرحيم اليوم في سجن الهدى، يقاسي في معركة الامعاء الخاوية والعدالة الغائبة مع إخوانه المعتقلين..
ففي يوم ٢٩ يونيو ٢٠٢٠م، ومع أنسام الفجر، تم إعتقال د. عبدالرحيم عمر محي الدين من داره، قوة من الإستخبارات العسكرية على متن سيارتين، دون تهمة محددة أو بلاغ.. َبقي يتنقل من مقار المخابرات إلى سجن الهدى..
اقتيد الأستاذ الجامعي، وتخاذلت عنه إدارة جامعته ولم يضغط لإطلاق سراحه زملاءه من أساتذة الجامعات..
في ديسمبر ٢٠١٩م خضع د. عبدالرحيم لجراحة في القلب بمستشفى احمد قاسم ومن هناك اعيد للحبس.. لا يشكل د.عبدالرحيم تهديداَ للأمن القومي ولا السلم الإجتماعي ولم يختلس فلساً أو يتولى منصباً يستغل سلطاته، فلماذا أعتقل بهذه الطريقة وظل بالحبس طيلة هذه المدة؟..
لقد ذهبت لجنة التمكين التي تعتقل دون تهمة، وغادر د. حمدوك مغاضباً، وتفرغت قوي الحرية للتحريض ضد الأجهزة الأمنية وإزاحتها عن المشهد، فمن يعتقل هؤلاء القادة دون توجيه إتهام؟ ولمصلحة من يتطاول إعتقالهم؟..
هذه القضية تتقاعس عنها منظمات حقوق الإنسان والشخصيات الأممية والسفارات، مما يكشف زيف مواقفهم ونفاقهم؟..ولذلك ينبغي أن تكون مركز إهتمام كل وطني غيور..
الحرية للدكتور عبدالرحيم وصحبه..
د. إبراهيم الصديق على